معاني حاول البارودي الكشف عنها بأساليب تعبيرية تتأرجح بين: الشرط: مثل (لولا مكابدة الأشواق...)، والنداء، مثل: (فيا أخا العذل لا تعجل بلائمة)، والاستفهام: مثل: ( كيف يملك دمع العين مكتئب؟)... وهي أساليب تعكس حالته النفسية المضطربة في المنفى، حيث المعاناة والشوق إلى الوطن. ومما زاد القصيدة قوة وحيوية نبرتها الإيقاعية، إذ اختار لها الشاعر بحر البسيط، في التزام تام بوحدة الوزن والروي والقافية، ولاشك أن اختياره لحرف الباء رويا مطلقا كان موفقانظرا لما يحمله هذا الحرف من دلالات مختلفة (المعاناة والإحساس بالغربة والاعتزاز بالنفس). وقد يتردد هذا الحرف في بعض الأبيات ترددا ملفتا للانتباه فيضفي على القصيدة رنة متوازية، يزيدها رونقا تمثل الشاعر للتوازي بمختلف صيغه وأنواعه كما هو وارد في الأبيات (14-16-18).