صحتك فى الصيام.. عشرون وصية طبية فى رمضان

من طرف همس الرقراق الإثنين أغسطس 23, 2010 9:56 pm

هل علينا شهر رمضان، شهر
الرحمة والمغفرة والإحسان، ومع إطلالة هذا الشهر المبارك يحلو لنا الحديث
عن الفوائد الروحية والنفسية والجسدية لصيام رمضان. وهناك وقفات صحية
ووصفات طبية يجب أن نعيرها الكثير من الانتباه حتى نحيا فى شهر رمضان حياة
مليئة بالصحة والنشاط والحيوية والعطاء ونستعرض فى مقالنا هذا بعضا من تلك
الوصايا.

فإذا جاء شهر رمضان، والتزم الصائم بهذه النصيحة، وتجنب الإفراط فى الدهون
والحلويات والأطعمة الثقيلة لنقص وزنه بعد نهاية هذا الشهر وانخفضت نسبة
الدهون فى الدم، ويصبح فى قمة الصحة والسعادة، وبذلك نجد فى صوم رمضان
وقاية لقلبه وارتياحا لجسده. فالكنافة والقطايف وكثير من الحلويات واللحوم
والدسم تتحول فى الجسم إلى دهون مما يؤدى إلى زيادة فى الوزن وبالتالى يصبح
هناك عبء على القلب، وخاصة أن هناك الكثير من الناس قد اعتادوا على حشو
بطونهم بأصناف الطعام المتنوعة ثم يطفئون لهيب المعدة بزجاجات المياه
الغازية المثلجة.

وقد أكد الباحثون أنه على الرغم من عدم التزام الكثيرين بقواعد الأكل
والشرب الصحية أثناء صيام رمضان ورغم إسرافهم فى تناول الأطباق الرمضانية
والدسم والحلويات إلا أنهم يحققون نقصا فى أوزان أجسامهم بمقدار 2-3
كيلوجرامات، ولقد وردت هذه الحقيقة فى كثير من الدراسات العلمية.

(2) التعجيل بالإفطار

لقد ثبت أن التعجيل بالإفطار له آثار صحية ونفسية غاية فى الأهمية فنجد أن
الصائم دائما فى ذلك الوقت يحتاج بشدة إلى ما يعوضه الإحساس بالجوع
والعطش.وما يعوضه ما فقد من الماء والطاقة أثناء النهار. بالإضافة إلى أن
التأخير فى الإفطار يزيد من معدل السكر فى الدم مما يؤدى إلى الشعور
بالهبوط والإعياء، ويعتبر ذلك تعذيبا نفسيا لا فائدة منه ولا داعى له، بل
ولا ترضى عنه الشريعة السمحاء.

(3) الإفطار على تمر وماء

يحتاج الصائم عند الإفطار بشدة إلى تناول السكريات وبشكل سريع ليشعر بالشبع
ويلغى الإحساس بالجوع مثلما هو بحاجة شديدة للماء. فالإفطار على التمر
والماء يحقق للصائم هدفين وهما إلغاء الجوع والعطش حيث تستطيع المعدة
والأمعاء الخالية امتصاص المواد السكرية بسرعة كبيرة. كما يحتوى التمر على
كمية من الألياف التى تقى من الإمساك بل ويعطى الإنسان شعورا بالامتلاء
والشبع مما لا يدفع الإنسان بعد ذلك لتناول الكثير من الطعام والشراب.

(4) الإفطار على مرحلتين

فتناول التمر والماء ينبه المعدة تنبيها كاملا حقيقيا بمعنى أن المعدة
استقبلت التمر والماء كما لو كان وجبتنين من الطعام والشراب كاملتين، وخلال
فترة صلاة المغرب التى تلى الإفطار تقوم المعدة بامتصاص السكر «الموجود فى
التمر» وكذلك الماء فيزول الإحساس بالعطش والجوع.. ثم يعود الصائم بعد
الصلاة ليكمل إفطاره بعد أن زال عنده الإحساس بالجوع والعطش من تناول التمر
والماء بعد الإفطار مباشرة.

ومن المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة يؤدى إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوى وعسر هضم.

(5)غذاء صحى متكامل

فاحرص أن يكون غذاء إفطارك متنوعا وشاملا لكافة العناصر الغذائية وابدأه
بطبق كبير من السلطة فهى غنية بالألياف كما أنها تعطيك إحساسا بالشبع
والامتلاء وهذا يجعلك لا تسرف فى الأكل والشراب المقدم لك على مائدة
الإفطار مع تجنب استخدام التوابل والبهارات والمخللات قدر الإمكان.

ويجب أيضا تجنب المقليات والمسبكات لأنها تسبب عسرا فى الهضم وتلبكا بالأمعاء.

(6)جبة السحور

لا شك فى أن تناول السحور ذو أهمية كبيرة فهو يمنع حدوث الإعياء والصداع
أثناء نهار رمضان ويخفف الشعور بالعطش الشديد. ويفضل أن يحتوى طعام السحور
على أغذية سهلة الهضم كاللبن الزبادى والعسل والفواكه وغيرها.

(7)الإحساس بالعطش

حاول تجنب الأغذية الزائدة الملوحة والتوابل والبهارات والمخللات وخاصة فى
وجبة السحور لأنها تزيد من الإحساس بالعطش كما يستحسن الابتعاد عن الأغذية
المحفوظة أو الوجبات السريعة التحضير، اشرب كمية وافرة من الماء مع عدم
المبالغة فى ذلك.

(8) الإمساك

إذا كنت ممن يعانون من الإمساك فإحرص أن يكون غذاؤك غنيا بالألياف الموجودة
فى السلطات والبقول والفواكه والخضار، وحاول أن تكثر من الفواكه بدلا من
الحلويات الرمضانية وحافظ على الأداء الحركى المعتاد.

(9) النوم بعد الإفطار

يلجأ بعض الناس إلى النوم بعد الإفطار وحقيقة الأمر أن النوم بعد تناول
وجبة طعام كبيرة ودسمة يزيد من خمول الإنسان وكسله، ولا مانع من الاسترخاء
قليلا بعد تناول الطعام، وتظل النصيحة الذهبية قائمة لهؤلاء الناس وهى
ضرورة الاعتدال فى تناول أطعمتهم ثم النهوض لأداء فريضة الصلاة فهى تساعد
على هضم الطعام وتعيد لهم النشاط والحيوية.

(10) التوقف عن التدخين

المؤكد أن فوائد التوقف عن التدخين تبدأ من أول يوم يقلع فيه الشخص عن
التدخين فمجرد الامتناع عن التدخين يبدأ دم الإنسان فى امتصاص الأوكسجين
بدلا من أول أكسيد الكربون السام، وبذلك تستقبل أعضاء الجسم دما مليئا
بالأوكسجين وبالتالى تخف الأعباء الملقاه على القلب شيئا فشيئا.

(11) تجنب الغضب

فماذا يفعل الغضب فى رمضان؟ من المعروف أن الانفعال والغضب يزيدان من إفراز
هرمون الأدرينالين بكثرة فى الجسم مما يؤدى إلى اضطراب الهضم وسوء
الامتصاص وإذا انفعل الصائم أو غضب أثناء النهار فإن جزءا من الجليكوجين
الموجود فى الكبد يتحول إلى سكر جلكوز الذى سوف يمد الجسم بطاقة تدفع
الصائم للعراك، وهى بالطبع طاقة ضائعة. وقد يؤدى زيادة إفراز هرمون
الأدرينالين إلى حدوث الذبحة القلبية عند الناس المصابين أساسا بقصور فى
الشرايين التاجية للقلب.

كما أن التعرض المتكرر للضغوط النفسية يزيد من تكون النوع الضار من
الكوليسترول الذى يعتبر أحد العوامل الرئيسية للإصابة بتصلب الشرايين.

(12) وصية الحامل والمرضع

ينبغى على الحامل والمرضع استشارة الطبيب المتابع لأحوالها الصحية، فإذا
سمح لأى منهما بالصيام فيجب على الصائمة منهما عدم التهام كميات كبيرة من
الطعام عند الإفطار وتقسيم طعام الإفطار المعتدل إلى وجبتين:

الأولى: عند الإفطار

والثانية: بعد أربع ساعات

كما ننصحها بأن تتأخر فى تناول وجبة السحور والإكثار من تناول اللبن
الزبادى والإقلال من الطعام الدسم والحلويات أما المرضعة فإذا صامت فعليها
الاهتمام بغذائها من حيث الكمية والنوعية مع مراعاة زيادة عدد الرضعات فى
الفترة ما بين الإفطار والسحور أما إذا شعرت بالتعب والإرهاق فعليها أن
تتوقف عن الصوم وتستشير الطبيب فى ذلك قبل تنفيذه مع عدم نسيانها مولودها
الرضيع وهى صائمة فعليها بإمداده بالماء والسوائل خلال ساعات الحر بجانب
الرضاعة من ثدييها.

(13) صيام الأطفال

ينبغى تدريب الطفل على الصيام بعد سن السابعة من عمره، ويعتبر سن العاشرة هو السن النموذجى لصيام الطفل.

ولا يجوز أو يصح إجبار الطفل على الصيام أو ضربه لهدف الصيام لأن ذلك سوف
يدفعه إلى الإفطار سرا من وراء الأهل ويتولد عنده الشعور بالخيانة.

كما يجب مراعاة التدرج الصحى فى صيام الطفل عاما بعد عاما وعلى الأم أن
تراقب طفلها أثناء صيامه، فإذا لاحظت مرضه أو إرهاقه وجب عليها أن تسرع فى
إفطاره.

وهناك موانع كثيرة تمنع الطفل من الصيام كمرض السكر ومرض فقر الدم
«الأنيميا» وأمراض الكلى وغيرها وينصح الآباء والأمهات بالاشتراك فى إعداد
طعام الطفل الصائم بحيث يحتوى على كافة العناصر الغذائية وأن يحرصوا على
إعطائه وجبة السحور نظرا لأهميتها الكبيرة.

(فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) «14»

فمن رحمة الله بعباده أنه سمح للمريض من خلال الطبيب بالإفطار خشية تدهور
حالته الصحية أو تفاقم مرضه فليس من البر أن يصوم الإنسان وهو مريض أو
مسافر وفى استطاعته أن يعوض ذلك بعد أن يتماثل للشفاء أو يعود من السفر.

(15)استشر طبيبك

القرار النهائى فى أن يصوم المريض أو لا يصوم يرجع إلى الطبيب المعالج فهو
أدرى بحالة مريضه، وهو الوحيد الذى يعطى مريضه النصيحة والإرشاد، فإذا سمح
له بالصيام فسوف يحدد له خطة علاجه أثناء الصيام وقد يعدل فى طريقة تناول
الدواء أو عدد جرعاته.

(16) مرضى القلب

يستطيع الكثير من مرضى القلب الصيام حيث إن غياب عملية الهضم أثناء النهار
تعنى جهدا أقل وراحة أكبر لعضلة القلب لأن 10% من كمية الدم التى يدفعها
القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمى أثناء عملية الهضم.

والمصابون بارتفاع ضغط الدم يستطيعون هم أيضا الصيام بشرط أن يتنالوا
أدويتهم بانتظام وخاصة أن هناك العديد من الأدوية التى تعطى مرة واحدة أو
مرتين لمريض الضغط فى اليوم. وينبغى على هؤلاء المرضى تجنب الموالح
والمخللات والإقلال من ملح الطعام، أما المصابون بالذبحة القلبية المستقرة
يمكنهم الصيام مع الاستمرار والالتزام بتناول الدواء بانتظام.

ولكن هناك العديد من حالات القلب التى لا يسمح فيها بالصيام كما فى جلطة
القلب الحديثة والمصابين بهبوط القلب الحاد، والذبحة القلبية غير المستقرة
وغيرها.

(17) الإصابة بالحصوات الكلوية

لا شك أن المصابين بالحصوات الكلوية ستزداد حالتهم سوءا إن لم يشربوا كميات
كافية من الماء والسوائل ويفضل الامتناع عن الصيام فى أيام الحر الشديد
عند مرضى الحصوات الكلوية حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة ويرجع القرار فى
الامتناع عن الصيام إلى الطبيب المعالج الذى يستطيع تقدير الموقف بشكل
عقلانى. وعموما ننصح مرضى الحصوات الكلوية بتناول كميات وافرة من السوائل
فى المساء وعند السحور مع تجنب التعرض للجو الحار وتجنب بذل المجهود العنيف
أثناء النهار. كما ينصح هؤلاء المرضى بالإقلال من تناول اللحوم والسبانخ
والسلق والمكسرات وغيرها.

(18) مرضى السكر

ماذا لو سمح الطبيب الباطنى بصيام مريض السكر؟

فعلى المريض الالتزام بوصايا الطبيب والمحافظة على نفس كمية ونوعية الغذاء الذى وصفه الطبيب.

وتقسم كمية الأكل المسموح بها إلى ثلاثة أجزاء متساوية: الأولى يتناولها
المريض أثناء الإفطار والثانية بعد صلاة التراويح والثالثة عند السحور.

ويفضل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان والإكثار من تناول الماء وعدم بذل
المجهود الحركى أثناء فترة الصيام وخاصة فى الفترة الحرجة ما بين العصر
والمغرب.

أما إذا شعر المريض بأعراض انخفاض السكر فعليه الإسراع فى الإفطار ولا ينتظر وقت الإفطار الطبيعى حتى ولو كان قريبا.

(19) عسر الهضم

المصابون بعسر الهضم.. من الطبيعى أن تتحسن حالتهم الصحية لو صاموا رمضان
بشرط ألا يكونوا من المصابين بقرحة المعدة والاثنى عشر أو التهاب المرئ أو
أى أسباب عضوية أخرى تمنعهم من الصيام.

وننصح هؤلاء بتناول وجبات صغيرة من الطعام وتجنب التخمة والأطعمة الدسمة
والحلويات كما ينصح هؤلاء المرضى بتجنب التعرض للضغوط النفسية الشديدة
والابتعاد عن البهارات والمسبكات.

(20) حقيقة الصيام

الصيام حركة فى النهار سعيا وراء الرزق الحلال، وهو حركة فى الليل فى صلاة
التراويح وهو دعوة لجسم سليم وقلب تائب طامع فى رحمته. ولكن من المؤسف جدا
أن الصيام الذى يمارسه الكثير من الناس ليس هو الصيام الذى يرضى عنه الخالق
فهو نوم لمعظم النهار وغضب لأتفه الأسباب بدعوى الصيام. فالصيام عند
الكثيرين كسل جسدى وانفعال نفسى فى النهار وتخمة وسهر فى ممارسة اللهو
والعبث فى ليل رمضان.

أليس حراما أن يضيع هنا هذا الموسم الفياض بالخيرات كل عام؟!

أليس حراما ألا يكون رمضان موسما للطاعة والعبادة؟ وموسما للصحة والسعادة؟!

وفوق كل هذا.. أليس رمضان رحمة ومغفرة وعتقا من النار؟!