نبذة عن الشاعر حسان بن ثابت رضي الله عنه

حسان بن ثابت رضي الله عنه:
عرف حسان بن ثابت رضي الله عنه بمقدرته على مقارعة المشركين بسلاحهم الذي أشهروه في وجه المسلمين، وهو سلاح الأيام والأنساب والمثالب ، ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عنه: ((اذهب الى أبي بكر فليحدثك حديث القوم وأيامهم وأحسابهم ثم اهجهم وجبريل معك)).
وفي حديث شريف آخر ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم : (( أمرت عبد الله بن رواحة ( بهجاء قريش) فقال وأحسن، وأمرت كعب بن مالك ، فقال وأحسن ، وأمرت حسان بن ثابت فشفى واشتفى))

وهو خزرجي من سادة قومه وأشرافهم. وعرف بأنه أشعر أهل المدر وأشعر أهل اليمن(( قحطاني الأصل)).
مراحل حياته:
المرحلة الأولى: ولد حسان بن ثابت ( رضي الله عنه) في المدينة المنورة. وقد كانت أمه الفريعة بنت خنيس من الخزرج ولد عام 563 م ، وكانت أسرته ذات شأن عظيم في الجاهلية، فكان والده ثابت بن المنذر زعيما في قومه محكما في كثير من المواقف بين الأوس والخزرج،وكان في الحقبة الجاهلية من حياته شاعرا قبليا يفخر بنفسه وقبيلته، وتكسب من شعره حينما مدح أمراء الغساسنه فكان شعر المديح والفخر قوام هذه الحقبة من حياة حسان ولم يقتصر مدحه على الغساسنه بل مدح المناذرة أيضا.

وفي هذه الفترة عاش حسان يدافع عن قبيلته ويرد على شاعر الأوس قيس بن الخطيم.
وتذوب شخصية حسان في قبيلته في شعره القبلي، ولكنه يصور نفسه من خلال ذلك بالكرم والشجاعة والمجد وما إلى ذلك مما كان شائعا في عصره. وشعر حسان الجاهلي قوي في الموضوعات التي طرقها، لاغرو فالشعر نكد لا يقوى إلا في الشر كما يقول الأصمعي.
والحديث عن شعر حسان الجاهلي يطول ويمكن الاطلاع على ذلك في العديد من المراجع.
المرحلة الثانية:
شعر حسان في الإسلام( عصر الرسول صلى الله عليه وسلم) لقد أسلم حسان مع من أسلم من قبيلته. وكانت له مكانة عظيمة عند الرسول صلى الله عليه وسلم ، وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( حسان لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق)).
وكان أشبه بالشاعر الرسمي للرسول فصنع له منبرا خاصا في مؤخرة المسجد، وقد اعتلاه رضي الله عنه منشدا للشعر، وتفوق على شعراء وخطباء بني تميم.

وقد بذل حسان جهدا كبيرا في الدفاع بشعره عن المسلمين، فهجا ابن الزبعري وأبا سفيان بن الحارث وأبا جهل بن هشام وغيرهم.
فكان لسان حال المسلمين، وليس هناك من غزوة غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم إلا ولحسان فيها شعر،والواضح من وصف حسان للمعارك انه قد حضر القتال وشاهد بنفسه كل تفاصيله، وذلك يصلح ردا مفحما على من زعموا أنه كان جبانا لا يحضر المعارك ولكن تخلفه في بعض الغزوات وانتظاره مع النساء يرجع إلى كبر سنه وعجزه.

المرحلة الثالثة:
(حسان في عصر الخلفاء الراشدين) شهد حسان رضي الله عنه خلافة على بن أبي طالب، فشهد أهم ثلاث مراحل في تاريخ العرب. وقد عاش حسان زمن الردة وحروب الفتح وأحداث الفتنة الكبرى زمن عثمان وعلي ( رضي الله عنهما)، وخفت صوته في عهد الصديق والفاروق رضي الله عنهما، وهجا بني سليم الذين تمردوا على أبي بكر( رضي الله عنه) .
وقد روي عنه شعر يدل على صلة حسان بالنزاع القبلي الذي كان مايزال يعيش في نفوس بعض المسلمين ويوجه سلوكهم وقد رثى حسان الصديق وعمر(( رضي الله عنهما)).

أما الفتنة التي اشتجرت زمن عثمان وعلي( رضي الله عنهما) فيذكر انه كان عثماني الهوى فلم يبايع عليا( رضي الله عنه) في بادئ الأمر، وكان واحدا ممن ذب عن عثمان( رضي الله عنه) قبل مقتله، وقد جاء في دوانه ما يشير إلى أنه استصرخ المسلمين للأخذ بثأر عثمان ( رضي الله عنه).
وقد كانت الحرارة واضحة في رثائه له( رضي الله عنه) بخلاف ما لاحظه بعض الدارسين من تقليدية رثائه للفاروق والصديق( رضي الله عنهما).
واختفت أخبار حسان بعد وفاة عثمان، ولانجد بعد رثائه له بيتا واحدا ، وقد كف بصره وتوفي فيما بعد( رحمه الله).
خصائص شعر حسان الإسلامي:

1- ظلت المقدمات الطللية في أشعار حسان الإسلامية ماثلة ولكنه قلل عدد أبياتها واختصرها، وأحسن التخلص منها الى غيرها من أغراض القصيدة.
2- يلاحظ على شعر حسان الإسلامي أن معظمه شعر مقطوعات قصيرة وليس شعر قصائد مطولة، وهذه المقطوعات تخلو من المقدمات. وذلك بسبب ما فرضته الظروف، ذلك أنه كان يرد على المشركين، ومثل هذه الردود تستدعي الدخول في الموضوع مباشرة دون مقدمات.
3- شغل حسان رضي الله عنه بالمدح والفخر في الإسلام. فمدح الرسول صلى الله عليه وسلم يقتضي الفخر بالإسلام.
وقد حلت في قصائده المعاني الاسلاميه محل المعاني الجاهلية وأن لم يخل الفخر من بعض المعاني القديمة، ولكن هذه المعاني كانت تتصل بالقيم التي يحترمها العرب ويجلونها كما يحترمها الإسلام ويجلها مثل الدفاع عن الحمى والكرم والشجاعة ونجدة الضعيف…الخ.
أما المعاني الجديدة فكانت تدور حول الإسلام.

4- أما الهجاء الإسلامي في شعر حسان. فكان شديدا على أعداء الإسلام، لذلك هابه خصومه، وطريقته في هجاء الكافرين تقوم على نفي نسبهم لقريش أو نفي نسبتهم لآبائهم والسخرية بهم.

5- كان شعر المراثي عند حسان إسلاميا كله، فقد رثى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصحابته( رضوان الله عليهم). وشهداء المسلمين. ويعتبر شعر النقائض أهم ما قاله حسان في الإسلام،إذ وجد فيها استمرارا لفنه الجاهلي القديم الذي ألفه طوال عمره.
(( منقول بتصرف من كتاب / في الأدب العربي القديم للدكتور محمد صالح )).

من طرف همس الرقراق الخميس سبتمبر 23, 2010 9:57 am

هو شاعر مخضرم عاش في فترة الجاهلية وفترة الاسلام

وكان شاعر الرسول عليه الصلاة والسلام

وقد نظم قصائد متعددة في مدحه وفي الدفاع عن العقيدة الاسلامية

شكرا جزيلا لك حبيبتي اميرة على هذه المعلومات القيمة

ودمت بهذا التالق والعطاء

لك محبتي