http://alrakrak.ba7r.org


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

http://alrakrak.ba7r.org
http://alrakrak.ba7r.org
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» عريش وديكورات تصاميم و صور مشبات وتراث بافضل العروض واحدث المسات
من طرف عمل مشب الثلاثاء فبراير 05, 2019 11:13 am

» تجهيز اجنحة معارض - ستاندات سهلة الفك والتركيب
من طرف mohamed berry الأربعاء يناير 30, 2019 10:37 am

» أفضل الطرق لتنسيق ملابس الشتاء للمحجبات
من طرف Ashraf الإثنين نوفمبر 26, 2018 9:37 am

» تعلن شركة ناب للدعاية والاعلان عن توفير ستاندات المعارض والمؤتمرات
من طرف mohamed berry الأربعاء أكتوبر 31, 2018 12:24 pm

» رول اب ستاند roll up stand
من طرف mohamed berry السبت أكتوبر 13, 2018 10:07 am

» ستاندات معارض ومؤتمرات
من طرف mohamed berry الإثنين يوليو 30, 2018 9:59 am

» فيلم الدراما Mary Magdalene 2018 مترجم
من طرف ندى صبرى الخميس يونيو 28, 2018 8:08 pm

» اهمية اتنظيف الخزان للحفاظ على صحة اطفالنا
من طرف nour mousa الجمعة مايو 18, 2018 8:40 am

» خطوات ونصائح لتنظيف منزلك بالكامل سريعا
من طرف nour mousa الجمعة مايو 18, 2018 8:39 am

» الفوائد الصحية للتنظيف بالبخار
من طرف nour mousa الجمعة مايو 18, 2018 8:37 am

دخول

لقد نسيت كلمة السر

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1338 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mero Mohamed فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 27286 مساهمة في هذا المنتدى في 4447 موضوع
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية

أفضل الأعضاء الموسومين
لا يوجد مستخدم

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم


قراءة في حياة وتجربة الراحل الكبير محمد الماغوط

+3
انتصار
شهاب
Tamer
7 مشترك

اذهب الى الأسفل

قراءة في حياة وتجربة الراحل الكبير محمد الماغوط Empty قراءة في حياة وتجربة الراحل الكبير محمد الماغوط

مُساهمة من طرف Tamer الخميس أكتوبر 07, 2010 9:40 pm


يصادف هذا اليوم الثالث من شهر نيسان ( أبريل ) الذكرى الرابعة لرحيل الأديب الكبير محمد الماغوط وبهذه المناسبة أورد فيما يلي الفصل الخاص به في كتابي ( شعراء سلمية ) ةالصادر في نهايات عام 2009 :

قراءة في حياة وتجربة

الراحل الكبير محمد الماغوط

محمد الماغوط، شاعر التمرد الأميز، ملك الكلمة الساخرة بلا منازع. أوصلته قصائده الأولى المنشورة، ومن ثم دواوينه الشعرية الثلاثة إلى قمة الشهرة، قبل أن يلج عالم المسرح والسينما وتتخاطفه الصحافة، ويحلم رجال الإعلام بحوار يجرونه معه بأي شكل.
شاعر تحار عندما تقرر الكتابة عنه، من اين ستبدأ..؟ وكيف ستنصف هذا المبدع الكبير..؟
وأي نوع من الإنصاف ينتظر منك إذا كانت سخرية العارف التي عرفها الناس في أشعاره، عادتلترحل إليهم وهم في بيوتهم عبر مسرحيات وأعمال سينمائية وتلفزيونية..؟
وإذا كنت قد خصصت اهتماماتي للجانب الشعري، فليس لأني أقلل من أهمية الجوانب الأخرى، وإذا كتبت عن بداياته وسلمية والريف والسخرية اللاذعة والعشق الفطري في أشعاره، فليس لأنه لا يملك في أشعاره سوى ذلك، بل لأنك إن تناولت الماغوط كظاهرة، فإن قراءة سريعة كهذه لن تكفيك بالطبع، وسيكون عليك أن تلتزم بدراسة مطولة تنتهي فيها إلى مؤلف كبير أو رسالةجامعية أو أي شيء من هذا القبيل، وقد فعلها كثيرون قبلي. هو شاعر النثريين ونثري الشعراء، وقد أعلن مراراً أنه يكتب وليسموا كتاباته ما يشاؤون بعدذلك.
خيال خصب وحزن وانكسار مزمن وكلمة ناضجة. شاعر متمرد وعاشق غجري، اختار الوعورة فما هابها، وأفلح إذ جذبته القمم فوقف على هامتها. الحزن في كل مكان، وهموم الوطن تعبر مفردات الشاعر من أقصاها إلى أقصاها، والسخريةوالتسكع والأرصفة والجوع وصور البؤس التي تومض هنا وهناك. ريح وأوراق ممزقة، وحلوأحذية مثقوبة، مطر حزين، لفافة تبغ مائلة، سيول وعواصف وجلادون..
إن نظرة في عناوين مجموعاته الشعرية، يدخلك في جملة تساؤلات، في صور متشابكة، في دائرة الاحتمالات، في حالة من التشوه أو الضياع أو الترقب (حزن في ضوء القمر ـ غرفةبملايين الجدران ـ الفرح ليس مهنتي ـ سياف الزهور) وعندما تبدأ رحلة العبور فيها، تصاب بحالة ذهول أو لعلها حالة مس أو جنون ماغوطية، تصاب بها في كل مرة تقرأ فيها قصائدالماغوط مهما تعددت مرات القراءة، تقاربت أو تباعدت، تجزأت أو تكاملت. المهم أن تعيشالحالة التي يدفعك إليها بلا مقدمات، فما اعتاد أن يمهد أو يناور، وهذا سر من أسرار الإبداع المميز عند شاعر انطلق من بيت متسلخ أصفر في مدينة الدموع والرعب والغبار " سلمية "إلى الأرصفة الحالمة في شوارع بيروت ودمشق، إلى حيث انطلق به الهم والحزن والإنكسارإلى أرصفة الحالمين في شوارع مدن عالمنا البائس.
الماغوط ــ البدايات:
في حوار أجرته معه جريدة تشرين السورية عام 1977، ورداً على سؤال يتعلق بأسباب الكتابة المبكرة في سن مبكرة عنده قال: (كان عمري عشر سنوات، عندما كنت في القرية شاهدت رجلاً يركب حصاناً أسود، وعندما كان يضرب الحصان بالسوط، كان يصيب الناس منحوله).
بدأ أديبنا الكبير الكتابة في الأربعينات، وفي بداية الخمسينات نشر أشعاره في صحيفة البناءفي دمشق، ثم مجلة شعر في بيروت. ويذكر شيخ شعراء سلمية الآن الشاعر اسماعيل عامود أن الماغوط نشر أشعاره الأولى عام 1951 في مجلة الجندي السورية مع أدونيس الذي كانيعمل محرراً فيها.
ويعتبر الماغوط أهم من أسس لقصيدة النثر وواحد من كثيرين ألقوا حجراً في مستنقع اللغةالراكد، وهو لا يزال يكرر:
ـ لقد مللت الالتزام بآداب المائدة وآداب الجلوس وآداب المحادثة وقواعد المرور وقواعد اللغة.
كم أتمنى نصب الفاعل ورفع المفعول وتذكير المؤنث وتأنيث المذكر وتعريف النكرة وإنكار المعرفة.. لقد مللت الصواب واشتقت للخطأ.
قال عنه الأديب الياس مسوح: الماغوط أحد أطول قامات الشعر في كل العصور. وذكر في أكثر من لقاء معه أن بداياته الأدبية الحقيقية كانت في السجن، وأن معظم الأشياء التيأحبها أو اشتهاها وحلم بها رآها من وراء القضبان: المرأة ـ الحرية ـ الأفق. وأن تجربةالسجن فجرت طاقته الشعرية الكامنة ومحاولاته الكتابية الأولى.
ويقول أيضاً أن الكتابة مهمة عنده وأنه يضيع خارج دفاتره ويخاف من الورقة البيضاء أكثر منأي شيء.وقد بدؤوا منذ الخمسينات ينقلون أشعاره إلى لغات أخرى، وصدرت بعد ذلك ترجمات عديدة له بالإنكليزية والفرنسية والفارسية والإسبانية والألمانية والنروجية. وعندما سأله أنسي الحاج في حوار معه عام 1966:
ماذا تشتهي الآن..؟ قال: الموت علىركبة امرأة عجوز في الصحراء.
وعندما سألوه ماذا يملك قال: لا أملك حتى طفولتي وذكرياتي.. لا أملك سوى أخطائي.. وأنأكبر خطأ ارتكبته في حياتي هو أنني تقدمت في العمر.
سلمية ــ الريف ــ المرأة الريفية في شعر الماغوط:
عندما سأله محرر مجلة الوسط الذي أجرى لقاء معه عام 1999: كيف كنت ترى السلمية.. وهو يقصد سلمية مسقط رأسه التي غادرها الشاعر الماغوط في سن مبكرة..أجاب:
ـ مشكلة السلمية أنها تعيش على تخوم البادية وتخوم المدينة وتخوم الريف، كنت أراها محاطةبفوهات البراكين المطفأة التي كانوا يقولون أنها أبراج قلاع ولها أسماء.. ثم تابع:
ـ كل ما أتذكره من السلمية.. وحل وبرد وأحلام..
وفي (الصفقة) قصيدته التي نشرتها له جريدة تشرين بتاريخ17/8/2003 قال مخاطباً الشاعرممدوح عدوان ومهدداً إياه بتهديد يقرب من تهديد المرحوم الشاعر سليمان عواد لأمير البزقالراحل محمد عبد الكريم بلفافته الخصوصي للجيش:

أنا أحب سلمية
ولأن مدينتي بدوية لا ترتدي شيئاً تحت كرومها
فإياك أن تطرف عينك عليها
وإلا صرعتك في الحال

لقد ترك شاعرنا الكبير محمد الماغوط سلمية منذ أكثر من خمسين عاماً، وهو لا يزال يعلن أنهيحبها. وفي كل بيوت سلمية يحدثونك عن الماغوط بفخر واعتزاز، ويأملون أن يعود إليها قريباً.
يفاجئك أحدهم في مكان ما:
ـ سمعت أن الماغوط عائد، وقد أعلن أنه يريد أن يقضي ما تبقى من عمره في غرفة طينية معمن تبقى من أصدقاء طفولته وأبناء حارته.
فيجيبه آخر:
ـ الماغوط يعيش الآن في عزلة ببيته في دمشق.. ولذلك قرر العودة إلى سلمية.
ـ عزلة.. ومن قال لك أن العزلة شيء جديد عند الماغوط..؟ هي طبع من طباعه، وقد ذكرمرة أن كل كتاباته ولدت في عزلته.. وهو يعد الآن ولاشك عملاً إبداعياً كبيراً.لقد ظلت سلمية في قلب الشاعر، في جوارحه ومفردات أشعاره.. لم لا وهي موئل طفولته التي (كان يحلم فيها بجلباب مخطط بالذهب وجواد ينهب الكروم والتلال).
وأشهر ما كتبه الماغوط عن سلمية، قصيدته التي حملت الاسم نفسه في ديوانه الثالث (الفرحليس مهنتي):

سلمية: الدمعة التي ذرفها الرومان
على أول أسير فك قيوده بأسنانه
ومات حنيناً إليها
سلمية الطفلة التي تعثرت بطرف أوروبا
وهي تلهو بأقراطها الفاطمية
وشعرها الذهبي
وظلت جاثية وباكية منذ ذلك الحين
دميتها في البحر
وأصابعها في الصحراء
يحدها من الشمال الرعب
ومن الجنوب الحزن
ومن الشرق الغبار
ومن الغرب.. الأطلال والغربان

كما يعرج على طفولته في سلمية في قصيدته الشهيرة (تبغ وشوارع) بديوانه الأول (حزن فيضوء القمر) مبدعاً في رسم صور صريحة لمنازلها ودروبها وكسل الفقر والتثاؤب فيها:

طفولتي يا ليلى.. ألا تذكرينها
كنت مهرجاً
أبيع البطالة والتثاؤب أمام الدكاكين
ألعب الدحل
وآكل الخبز في الطريق
وكان أبي ، لا يحبني كثيراً ، يضربني على قفاي كالجارية
ويشتمني في السوق
وبين المنازل المتسلخة كأيدي الفقراء
ككل طفولتي
ضائعاً.. ضائعاً
أشتهي منضدة وسفينة.. لأستريح
لأبعثر طعامي على الورق
وصورة والده وبقرته، وأخته بعيونها وجدائلها، من الصور الريفية التي رافقته إلى دمشقوبيروت:

اشتهيت أن يدخل أبي
من ذلك الباب المذهب
وعقاله يتأرجح على ظهره كحبال المسارح
ومخاط بقرته الحبيبة
يسيل هنا وهناك
اشتهيت أن تدخل أختي الصغيرة
ذات العيون الفستقية
والجدائل المربوطة بالقنب
لأبتلع يديها الصغيرتين كالنعناع
وهل يعتبر الماغوط غربته تشرداً على حد قوله وهو يعرف أن أمه تنتظره، أمه التي اقتحمتغربته في كثير من المرات وفي جعبتها زوادة كان محمد يتوق إليها:
سأغرس أسناني حتى اللثة
في السهول التي شردتني
وأتذكر الأمشاط الحمراء
والنهود المتشابكة كالأغصان في المنفى
وأمي التي تنتظر أوبتي من النافذة
كأنني ذبابة أو فراشة

وقد كان دوماً على صلة بالطفولة البائسة والدموع وذكريات الحرمان:

تذكر دموعك في باحة المدرسة
وأصابعك التي اهترأت على قبضات الحقائب
تذكر شقيقاتك النحيلات
وآذانهن المثقوبة بالخيطان

وفي ديوانه الثاني (غرفة بملايين الجدران) يرسم صورة رائعة للمرأة الريفية:

كن وحيداً في الريف
بين القمر والأكواخ
وخذ فتاتك الخجولة وراء الغدير
تحت شجرة
أو غراف تعشش فيه النجوم والعصافير
هناك تنفض عن نفسها الغبار
تغسل وجهها وساقيها بالراحتين
تمد لك فراشاً
من العشب والخرز وصرر الطعام
وتنبض بين ذراعيك حتى الصباح
دون أن تلتقي عيناك بعينيها
قد تنال منها حتى أحشاءها
دون أن تلتقي عيناك بعينيها

كما يرسم صورة من صور البداوة التي تعيش سلمية على طرف منها:

ولتكن أرجلك حافية ومهشمة
كأرجل البدو
مقلوبة إلى أعلى كطفل ضرب على يده

وفي قصيدة (المسافر) من ديوانه (حزن في ضوء القمر) يخاطب أباه في سلمية، مستذكراًطفولته وأيام الشقاوة:

أرسل لي قرميدة حمراء من سطوحنا
وخصلة شعر من أمي
بع أقراط أختي الصغيرة
وأرسل لي نقوداً يا أبي
لأشتري محبرة
وفتاة ألهث في حضنها كالطفل
أعطني طفولتي
وضحكاتي القديمة على شجرة الكرز
وصندلي المعلق في عريشة العنب
لأعطيك دموعي وحبيبتي وأشعاري
لأسافر يا أبي

ويخاطب أمه في قصيدة (جناح الكآبة) من المجموعة نفسها، راسماً صورة العجوز الريفيةبقميصها وحزامها المصدف:

مدي ذراعيك يا أمي
أيتها العجوز البعيدة ذات القميص الرمادي
دعيني ألمس حزامك المصدف
وأنشج بين الثديين العجوزين
لألمس طفولتي وكآبتي

كما يستنجد بها في قصيدة (الخوف) من ديوان (الفرح ليس مهنتي) راسماً صورة صريحةللأم الريفية:

أمي..
يا ذات النهد الملون كالأكواخ الإفريقية
أسرعي لنجدتي
تعالي وخبئيني في جيبك الريفي العميق
مع الإبر والخيطان والأزرار

ويقول واصفاً بيته الأصفر العتيق في سلمية بقصيدته " الليل والأزهار " من مجموعة (حزنفي ضوء القمر):

كان بيتنا غاية في الإصفرار
يموت فيه المساء
ينام على أنين القطارات البعيدة
وفي وسطه
تنوح أشجار الرمان المظلمة العارية
تتكسر ولا تنتج أزهاراً في الربيع
حتى العصافير الحنونة
لا تغرد على شبابيكنا
ولا تقفز في باحة الدار
الماغوط عاشق فطري:
هو شاعر رقيق وعاشق يستطيع أي متتبع لقصائده أن يقرأ العشق في سطوره. فمع التشرد والجراح والأنين عيون عاشقة ونهد يرتجف وركبة عارية تثير كوامن العشق والشهوة:
أيها الربيع المقبل في عينيها
أيها الكناري المسافر في ضوء القمر
خذني إليها
قصيدة غرام أو طعنة خنجر
وهناك في باب توما تسحره عيون النساء بجمالها والحزن المعمق فيها:

حلوة عيون النساء في باب توما
حلوة حلوه
وهي ترنو حزينة إلى الليل والخبز والسكارى
لتمنحني البكاء والشهوة يا أمي

وهو دوماً لا ينسى الحبيبة رغم اليأس والتقهقر:

هكذا أودك حبيبتي
زهرة برية أو يمامة في عنق الريح
ولكنني يائس حتى الموت
أتقهقر بلا روية على تلال الحبر
وأهدابك الجميلة
تنحني على صفحاتي كعبيد في المراكب

ومن خلال عينيها يرى قريته وخطواته الكئيبة بين الحقول:

أيتها الطفلة التي تقرع أجراس الحبر في قلبي
من نافذة المقهى ألمح عينيك الجميلتين
من خلال النسيم البارد
أتحسس قبلاتك الأكثر صعوبة في الصخر
من خلال عينيك السعيدتين
أرى قريتي وخطواتي الكئيبة بين الحقول

ومهما تأزمت الحال، فرقة الشاعر صريحة بين السطور، ودموعه تقود الأغصان للارتجاف،وعكازه سنونو، وطلقات مسدسه مزيد من الدموع:

كالغربان المولية الأدبار
سأصرخ يا حبيبتي
إذا لم تعطيني سراجك في الليل
وذراعك في الشيخوخة
وسريرك في الزمهرير
ولقمتك في المجاعات
سأحشو مسدسي بالدموع
وأملأ وطني بالصراخ
إذا لم تعطيني جناحاً وعاصفة
لأمضي
وعكازاً من السنونو
لأعود
حتى الأغصان العالية ترتجف
عندما أنظر إليها وأبكي
وككل العشاق الذين يدمرون حبهم بأيديهم.. يفعلها شاعرنا، العاشق الفطري:

أنا وأنت يا حبيبتي
حطابان مقروران في غابة بائسة
كل منهما يحمل فأساً قاطعة
كحد السيف
ويهوي عليها شجرة بعد شجرة
وغصناً بعد غصن
دون أن ندري
أن هذه الغابة هي..." حبنا "

الماغوط ساخر لاذع:
تقول الشاعرة الراحلة سنية صالح " زوجة الشاعر " في مقدمتها لأعماله الكاملة الصادرة عن دار العودة ببيروت عام 1981: (مأساة محمد الماغوط أنه ولد في غرفة مسدلة الستائر اسمها الشرق الأوسط).ويقول الشاعر في حوار معه: أمي أعطتني الحس الساخر، الصدق، السذاجة في رؤية العالم.وعندما ترك دراسة الزراعة، علل ذلك بقوله: أحسست أنه ليس اختصاصي الحشرات الزراعيةبل الحشرات البشرية.
وعندما تتزامن فترات الخصب عند الشاعر مع الأزمات، وفق ماروته زوجته الراحلة،وما أكثرها في منطقة كالشرق الأوسط.. وما أسرع ما يتفاعل شخص كالماغوط مع هموم الوطن.. فمن الطبيعي أن تأخذ أشعاره طابع السخرية اللاذعة التي اشتهر بها وعرفت الآخرينبه، منذ أن فاجأ أدونيس مجموعة أدباء مجلة شعر بإبداعه المتميز.
أما هذا الاتجاه (السخرية اللاذعة) فقد برز كاتجاه شعري في الخمسينات والستينات، وصارالشعر قريباً من هتاف الناس وسخرياتهم.
ويعتبر الماغوط أحد الأقطاب الأساسيين في هذا الاتجاه، بما يملكه من إحساس مرهف وقدرةعلى رسم هذه الأحاسيس ببراعة وإتقان.
فقد اشتعلت مقاطعه الساخرة منذ أشعاره الأولى، وتضمنت مجموعته (حزن في ضوء القمر) سخريات عبرت عن ذعره الشديد، وهو القائل في لقاء متأخر معه (أنا إنسان ولدت مذعوراًوسأموت مذعوراً):
بلادي تنهار
ترتجف عارية كأنثى الشبل
وأنا أبحث عن ركن منعزل
وقروية بائسة، أغرر بها

وفي مجموعته (غرفة بملايين الجدران) يعلن عن ضجره واشمئزازه بسخرية في مذاقها طعمجديد:

ما أكتبه في الصباح
أشمئز منه في المساء
من أصافحه في التاسعة
أشتهي قتله في العاشرة
أصابعي ضجرة من بعضها
وحاجباي خصمان متقابلان

وأصاب بحالة ذهول أو مس، وأنا أفكر في ما يطرحه الشاعر من إشكالات وتناقضات في مقاطعه الشعرية لذات المجموعة:

أريد أن آكل وأشرب وأموت
وأنام في لحظة واحدة
""""""""""
وكان يقبل حبيبته على الشرفة
بعد أن أيقظها بحذائه
"""""""""""
ونهداها الأزرقان
يتأرجحان تحت المطر كمثانتين فارغتين
"""""""""""
لقد اهترأت ذقوننا على المناضد
والتوت أنوفنا من القبلات الطويلة
"""""""""""
لاشيء يربطني بهذه الأرض سوى الحذاء
لاشيء يربطني بهذه المروج
سوى النسيم الذي تنشقته صدفة فيما مضى
"""""""""""
الأشجار المبللة تنوح كنسوة مغتصبات
"""""""""""
لي براءة الحجل ومكر الجزار
"""""""""""
وفي عمله الثالث (الفرح ليس مهنتي) يعلن الماغوط بلا مواربة أن الفرح ليس مهنته، وأنهيعرف مواعيد صراخه دون النظر إلى ساعة الحائط أو مفكرة الجيب وأن:

ما من قوة في العالم
ترغمني على محبة مالا أحب
وكراهية مالا أكره
مادام هناك
تبغ وثقاب وشوارع

وهو يلخص حكاية شرقنا التي صارت واقعاً ملموساً مخزياً في سنين عمرنا المتأخرة:

السجون خالية من الإستغاثات
الأزقة خالية من المارة
لاشيء غير الغبار
يعلو ويهبط كثدي المصارع
فاهربي أيتها الغيوم
فأرصفة الوطن
لم تعد جديرة حتى بالوحل

وحالة البكاء، والحلم في تنام، صبغت الدموع بنوع الشكوى:

دموعي زرقاء
من كثرة ما نظرت إلى السماء وبكيت
دموعي صفراء
من طول ما حلمت بالسنابل الذهبية
وبكيت

وهذا الشرق الذي ولد فيه الماغوط، لم يعد صالحاً لرفع أي راية.. حتى راية الاستسلام:

لا أجد في كل هذا الشرق
مكاناً مرتفعاً
أنصب عليه راية استسلامي
وهذا أمر يفرضه واقع الحال في هذا الشرق :
كل الفتوحات العربية
مقابل سرير
كل نجوم الشرق
مقابل عود ثقاب
""""""""""""
أحسد المسمار
لأن هناك خشباً يضمه ويحميه
أغبط حتى الجثث الممزقة في الصحراء
لأن هناك غرباناً ترفرف حولها وتنعق لأجلها
"""""""""""
إن أي فلاح عجوز
يروي لك ببيتين من العتابا
كل تاريخ الشرق
وهو يدرج لفافته أمام خيمته
أنا قطعاً
ما كنت مربوطاً إلى رحمي بحبل سره
بل بحبل مشنقة
ترى ألا يبرر هذا الواقع الذي يعرضه بكلمات معبرة.. هذا النوع من الذعر الذي يعيشه الماغوط، وهذا النوع من إدمان السخرية اللاذعة عنده..؟ فهي في تفاصيل حياته.. فيعلاقاته مع الآخرين.. في قصائده وأعماله الأدبية الأخرى.. في ارتباطه بالمدن الثلاث التي عاش فيها: سلمية ــ بيروت ــ دمشق.
وبعد...
فأنا جد متردد في إنهاء ما أكتبه عن الماغوط.. فما زال في جعبتي الكثير مما يجب أن أشير إليه، أو أتحدث عنه، وأنا في حضرة أحد كبار المبدعين في العالم العربي.. مسرحياته، أعماله السينمائية أو التلفزيونية، " الأرجوحة " روايته، ديوانه النثري الأخير سياف الزهور ** الذي هو قصيدة رثاء لزوجته الراحلة " سنية صالح " وسنية الحب الأوحد
للماغوط..آخر طفلة في العالم.. كما أصر أن يكتب على قبرها.
سنية التي قال أن حبها بعد موتها صار يشبه حب السلمية، تمر عشر سنين ولا تراها ولكنك تظلتتذكرها.. وأن النساء من بعدها نجوم تمر وتنطفئ وهي وحدها السماء.. سنية التي قالت له وهي على فراش الموت: أنت أنبل إنسان في العالم.. ثم أليس في الحديث عن أجزاء مهمة من حياته الشخصية والحوارات المسروقة منه هنا وهناك قصائد لم تثبت في مجموعات شعرية لها مسمياتها.. قصائد لا يزال الماغوط يكتب أجزاء ومقاطع مهمة منها.
والآن يعاني الشاعر من جسد لا يطاوعه، ويشكل عبئاً ثقيلاً عليه، ويفرض عليه اعتكافاً قدلا يكون راغباً فيه في أيامه هذه. إلا أن شعره ما يزال يملك المزيد من التوهج والقدرة على التأثير، ولا تزال عطاءاته تلقى الإستجابة نفسها، ويتخاطف قراء الشعر ديواناً تعيد طباعته جهة ما، أو مقتطفات تختارها جهة أخرى، ويتسابق متابعو الصحافة إلى صحيفة تشير في قائمة أهم موادها إلى حوار أو مادة يتحدث فيها صاحبها عن شيء ما يتعلق بالشاعر الماغوط. ولا يزال الكثيرون يشيرون إلى حالة التوهج التي صار إليها مسرح الفنان الكبير دريد لحام عندمااعتمد على نصوص الماغوط. ولا تزال سلمية تعلن أنها ستغفر للماغوط بعض جفائه، إذا عاد إليها وهو لا يزال يحمل ذهناً وقاداً، هي لا تهتم بالجسد، ولا ترضى بإشارات إلى حب يختزنه الشاعر في ذاكرته، تريد منهوفاء أكبر، وفاء يعيد لها بعض حقوقها عليه.*

*رحل الشاعر في 3/4/2006قبل إنهاء أعمال الإعداد لطباعة الكتاب.
** صدر كتاب (شرق عدن غرب الله) وكتاب (البدوي الأحمر) نصوص نثرية للشاعر الماغوط بعد إعداد هذه الدراسة.

Tamer
Tamer
رقراق فعال
رقراق فعال

الجنـــــــــس : ذكر
عدد المساهمات : 580
النقاط : 618
تاريخ التسجيل : 13/07/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قراءة في حياة وتجربة الراحل الكبير محمد الماغوط Empty رد: قراءة في حياة وتجربة الراحل الكبير محمد الماغوط

مُساهمة من طرف شهاب الجمعة أكتوبر 08, 2010 3:40 am




لكم يحزن المرء عند فقدان شخصية كالماغوط ذهبت قبل أن نستمتع بها كجيل جديد يحب تراثه ويتمنى أن يعيشه واقع لا تاريخ
رحم الله الماغوط وأسكنه فسيح جناته
ولك الشكر اخي ثامرعلى انتقائك الرائع
ويعطيك العافية دراسة رائعة كانت
لك تحياتي ومودتي
شهاب
شهاب
مشرف المنتديات العامة
مشرف المنتديات العامة

الجنـــــــــس : ذكر
عدد المساهمات : 539
النقاط : 567
تاريخ التسجيل : 02/07/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قراءة في حياة وتجربة الراحل الكبير محمد الماغوط Empty رد: قراءة في حياة وتجربة الراحل الكبير محمد الماغوط

مُساهمة من طرف انتصار الجمعة أكتوبر 08, 2010 5:19 am




شكراً لك اخي ثامر على حسن الاختيار..
و على أوتار الذاكرة دائما نلتقي نغمة لا يطالها النسيان
لك مودتي و تقديري
انتصار
انتصار

ادارة المنتدى

ادارة المنتدى

الجنـــــــــس : انثى
عدد المساهمات : 829
النقاط : 887
تاريخ التسجيل : 08/06/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قراءة في حياة وتجربة الراحل الكبير محمد الماغوط Empty رد: قراءة في حياة وتجربة الراحل الكبير محمد الماغوط

مُساهمة من طرف jihane الجمعة أكتوبر 08, 2010 6:03 am


اخـــي ثامر
مشكور على الطرح الرااااائع والجميل
والله يجزيك الخير ان شاء الله
دام لك نبض القلم
لك ودي وتقديري

jihane
jihane
مشرفة منتديات الابداع الادبي
مشرفة منتديات الابداع الادبي

الجنـــــــــس : انثى
عدد المساهمات : 463
النقاط : 499
تاريخ التسجيل : 17/09/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قراءة في حياة وتجربة الراحل الكبير محمد الماغوط Empty رد: قراءة في حياة وتجربة الراحل الكبير محمد الماغوط

مُساهمة من طرف روعة الحياة السبت أكتوبر 09, 2010 9:13 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
روعة الحياة
روعة الحياة
https://i.servimg.com/u/f58/15/86/41/54/2210.png

الجنـــــــــس : انثى
عدد المساهمات : 2166
النقاط : 3243
تاريخ التسجيل : 16/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قراءة في حياة وتجربة الراحل الكبير محمد الماغوط Empty رد: قراءة في حياة وتجربة الراحل الكبير محمد الماغوط

مُساهمة من طرف tatamoun السبت أكتوبر 09, 2010 9:43 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
tatamoun
tatamoun

نبض الرقراق

نبض الرقراق

الجنـــــــــس : انثى
عدد المساهمات : 2942
النقاط : 5169
تاريخ التسجيل : 10/03/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قراءة في حياة وتجربة الراحل الكبير محمد الماغوط Empty رد: قراءة في حياة وتجربة الراحل الكبير محمد الماغوط

مُساهمة من طرف *perle blanche* الجمعة أكتوبر 22, 2010 10:07 am


قد اسعفني الحظ بدخولي لهذه الصفحة
و الا كان قد فاتني كثير من الالق المنثور هنا عن مبدعنا الكبير الماغوط رحمه الله
تحيتي لك أخي تامر و شكرا لك
لاتحرمنا من جديد
*perle blanche*
*perle blanche*
https://i.servimg.com/u/f58/15/86/41/54/2210.png

الجنـــــــــس : انثى
عدد المساهمات : 1407
النقاط : 3199
تاريخ التسجيل : 27/05/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى