المواضيع الأخيرة
» عريش وديكورات تصاميم و صور مشبات وتراث بافضل العروض واحدث المساتمن طرف عمل مشب الثلاثاء فبراير 05, 2019 11:13 am
» تجهيز اجنحة معارض - ستاندات سهلة الفك والتركيب
من طرف mohamed berry الأربعاء يناير 30, 2019 10:37 am
» أفضل الطرق لتنسيق ملابس الشتاء للمحجبات
من طرف Ashraf الإثنين نوفمبر 26, 2018 9:37 am
» تعلن شركة ناب للدعاية والاعلان عن توفير ستاندات المعارض والمؤتمرات
من طرف mohamed berry الأربعاء أكتوبر 31, 2018 12:24 pm
» رول اب ستاند roll up stand
من طرف mohamed berry السبت أكتوبر 13, 2018 10:07 am
» ستاندات معارض ومؤتمرات
من طرف mohamed berry الإثنين يوليو 30, 2018 9:59 am
» فيلم الدراما Mary Magdalene 2018 مترجم
من طرف ندى صبرى الخميس يونيو 28, 2018 8:08 pm
» اهمية اتنظيف الخزان للحفاظ على صحة اطفالنا
من طرف nour mousa الجمعة مايو 18, 2018 8:40 am
» خطوات ونصائح لتنظيف منزلك بالكامل سريعا
من طرف nour mousa الجمعة مايو 18, 2018 8:39 am
» الفوائد الصحية للتنظيف بالبخار
من طرف nour mousa الجمعة مايو 18, 2018 8:37 am
دخول
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
tatamoun | ||||
روعة الحياة | ||||
همسة مشاعر | ||||
*perle blanche* | ||||
ƒŎŨảḊ.Ḿ | ||||
أميرة بكلمتي | ||||
همس الرقراق | ||||
انتصار | ||||
wassan | ||||
الزهور الملكية |
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1338 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Mero Mohamed فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 27286 مساهمة في هذا المنتدى في 4447 موضوع
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
أفضل الأعضاء الموسومين
لا يوجد مستخدم |
المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 فاتحي مواضيع
روعة الحياة | ||||
tatamoun | ||||
همسة مشاعر | ||||
أميرة بكلمتي | ||||
دورات | ||||
ƒŎŨảḊ.Ḿ | ||||
*perle blanche* | ||||
wassan | ||||
ربيع سوفت | ||||
همس الرقراق |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
العظماء.. البؤساء.. العفيف الأخضر نموذجاً
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العظماء.. البؤساء.. العفيف الأخضر نموذجاً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يجهدون في نشر المعرفة ويموتون كالأشجار
عبد الرحمن أحمد عثمان
"العفيف الأخضر يموت حيا".. هذا هو عنوان لمقالة نشرت في إحدى الصحف المحلية وهي جريدة الأيام للكاتب الدكتور شاكر النابلسي بتاريخ 6 سبتمبر 2004م وما حملت هذه المقالة في جوهرها قضية مؤلمة وواقع محزن لأحد عظماء ومفكري الوطن العربي، وهو المفكر التونسي العفيف الأخضر...
ولعل واقع هذا المفكر في حد ذاته يعطي تجسيدا حيويا للوضع المؤسف لعظمائنا ومفكرينا العرب الذي سيظل يمثل وصمة عار على جبين الأنظمة العربية.. من هذا المنطلق نستطيع القول: إن من المفارقات المؤلمة أن يجد الشعب العربي مناضليه وعظماءه ومفكريه وعباقرته يعانون الإهمال والتهميش، ويرزحون تحت وطأة الملاحقات وويلات السجون والمعتقلا والمنافي، ويغالبون سياط الغربة والاغتراب والتغريب، ويشكون ظروفا موضوعية بالغة الصعوبة والقسوة، ويواجهون أوضاعا سياسية متردية مشحونة بالخوف والقهر والتنكيل، في مصادرة حرية الرأي وحرية الكلمة وكسر القلم في ظل أنظمة عربية استبدادية مأزومة تزداد مناخاتها السياسية سوءا وقمعا.. أنظمة اعتمد خطابها السياسي مبدأ المكافآت على حساب الكفاءات، واتخذ مظاهر المحسوبية والمنسوبية والقبلية على حساب مبدأ الكفاءة والمهارة والشفافية والنزاهة.. وتبنى هذا الخطاب القشور دون اللب، والشكل دون الجوهر، والصورة دون المضمون، واعتمد المظاهر الشكلية للفن الهابط والثقافة الاستهلاكية، والمفاهيم التربوية المغلوطة والمناهج التعليمية الصماء الجامدة اللاديمقراطية، والأنساق السياسية الاستبدادية والأوتوقراطية، ووسائل الإعلام المضللة والديماغوجية وسعيها الى طمس الحقائق وتهميش المواطن وتغييبه بأساليب الترهيب والترغيب والتنفيس والتضليل وإبعاده عن اتخاذ القرارات السياسية والمشاركة الشعبية في ظل غياب الدستور أحيانا وتعليق الدستور أحيانا أخرى، وتهميش (العقد الاجتماعي) ما بين (السلطة والمجتمع) في كثير من الأحيان وبالتالي استشراء مختلف الفساد السياسي والإداري والمالي والأخلاقي وشراء الضمائر والذمم. مظاهر وظواهر تأتي تداعياتها وحقائقها ضمن مقاييس مألوفة ومعايير متبعة في تسيير المجتمعات العربية بمزيد من تأزم العلاقة ما بين السلطة والشعب، وما بين البنى التحتية والبنى الفوقية التي على ضوئها تمخضت عن نتائج وخيمة وعواقب كارثية انعكست على مختلف فئات الشعب والمجتمع وفي مقدمتها كفاءاته من القوى والرموز الوطنية والمفكرين الأحرار، والعظماء المبدعين، وأصحاب الرأي والضمير والقلم. وهكذا نجد أحد كبار المفكرين العرب (العفيف الأخضر) نتيجة الوضع العربي السيىء يئن بكبرياء الأحرار تحت وطأة المرض الذي أقعده والشلل الذي شل يده وتفكيره لكنه ظل متجليا بالشموخ طبقا وتماثلا لجوهر عبارة الكاتب الدكتور شاكر النابلسي خلال مقالته بقوله: «العفيف الأخضر ليس (وردة العرب) البيضاء الفواحة ولكنه مبضع جراح ماهر وحاد وملم بأبي حامد الغزالي وماركس وبابن تيمية وهيجل ويعرف كيف يفتح الدمامل العربية المتقيحة وكيف يعالجها بالعقل وبطب القرن الحادي والعشرين«. وهكذا يظل المفكر العفيف الأخضر مبعث فخر قرائه ورفاقه وشعبه ونخبه لصموده أمام الموت فهو «يموت موتا بطيئا وهو حي وواقف كأي نخلة من نخيل تونس« حسب تعبير كاتب المقالة شاكر النابلسي... من هنا يؤسفنا القول أن تصل هذه الحال السيئة بالعظماء العرب، والحكومات العربية على كراسي المتفرجين صامتة شامتة تشفيا من عظمائها وعباقرتها المميزين، انطلاقا من مواقفها السياسية العدائية لمبادئهم الإنسانية ومواقفهم الحرة الجريئة.
وبهذا الشأن أجاد الكاتب النابلسي عبر مقالته فيكشف سلبيات وأمراض وثغرات الكثير من الأنظمة العربية، حينما استرسل بالقول: «العفيف الأخضر مشلول اليوم ولا يستطيع الكتابة أو القراءة أو التفكير أو الحركة وهو بحاجة إلى العلاج الطويل الأمد.. ليس هناك من يعينه غير من يهمهم أمر الأخضر كإنسان فقير معدم وليس كمفكر معارض وليبرالي وحداثي«. لعل هذه العبارات حملت من الدلالات الكبيرة والمغازي العظيمة أن العظماء لا قيمة لهم في العالم العربي، طالما الرياضة والفنون الهابطة هي التوجهات والأهداف الطاغية للخطاب السياسي العربي الرسمي، ولكون وسائل الإعلام العربية ووزارات الرياضة والشباب ربطت الأبعاد الفنية والرياضية بالأبعاد الاجتماعية ارتباطا استراتيجيا، وإعطاء تلك العلاقة هالة من التعظيم والتقديس، ورصدت ميزانيات طائلة للفن والرياضة تقدر بملايين الدولارات عبر استضافة البطولات الرياضية، وإقامة الحفلات الفنية، فضلا عن احتضان أصحابها من الرياضيين والفنانين بمظاهر التكريم والتشريف والإغداق عليهم بالهدايا والحوافز والمكافآت المالية الطائلة وتحرير الشيكات بآلاف الدولارات بأسمائهم، في الوقت الذي يظل فيه بعض عظماء هذا الوطن مهمشين ومطاردين في الداخل، وبعضهم يعيش خارج الوطن تعصرهم الغربة وتلاحقهم المخاطر، وبعضهم يعيش على الفتات لا يملك في الحياة شروى نقير. وهكذا نجد المفكر العفيف الأخضر يحيا حياة بائسة في غربته، تدمي قلوب الشرفاء.. وليس أدل على ذلك سوى ما نقله لنا الكاتب شاكر النابلسي خلال مقالته حول زيارة المفكر السوري جورج طرابيشي للعفيف الأخضر في كهفه في إحدى ضواحي باريس الذي وصفه بأنه «كهف لا يليق إلا بكلب أجرب متشرد«... وهكذا وصلت الحالة المتردية بالعفيف الأخضر المفكر الذي يعيش في باريس منذ عام 1979م ضمن وضع مزر بالغ القهر والقسوة، لكنه في الوقت ذاته لم تنقطع صلته بالوطن فعاش بقطعة من قلبه وقطعة من كبده وقطعة من عقله مع وطنه (تونس) مسقط رأسه، ومرتع صباه، ومنشأ طفولته، الذي هو مسكون بهواجسه وقلقه وسيادته، بقدر ما خدم وطنه العربي الكبير، ولكن بدلا من ذلك كله فإنه ترك وأُهمل ليكابد خضم الغربة وبراثن المرض دون أن يكلف الوطن العربي المتمثل في أنظمته الرسمية ومعظم مثقفيه ونخبه عناء السؤال عن حال هذا الإنسان العظيم، بالرغم من أن العفيف الأخضر يظل الرمز المشرف للوطن العربي بنهجه وأفكاره فهو صاحب الفكر الشيوعي والماركسي والعلماني، وصاحب الأفكار الحديثة والمعاصرة ومبدأ التعددية والديمقراطية، وقطب من أقطاب الحداثة والعلمانية.. العفيف الأخضر واجه ويواجه الدكتاتوريات العربية والزعامات العربية المستبدة، وشتى الأنظمة الأوتوقراطية، التي حاربته بأساليب الترهيب والتغريب كافة والمنع والحظر على كتاباته ومؤلفاته مثلما واجه مختلف التيارات الدينية بالعقل المعرفي والنقد المعرفي، التي بدور هذه الجماعات الإسلامية رمته بالتكفير واتهمته بالزندقة والكفر والإلحاد.. لكن هذا الإنسان الشجاع لم يردعه رادع المهزومين، ولم ترهبه التهديدات بإنزال الحد أو السيف على رقبته، ولم يخف لومة لائم في قول كلمة الحق وإعلان رأيه صريحا بلا تردد ودون محاباة، والتعبير عن أفكاره ومبادئه بجرأة نادرة قل ما يتمتع بها معظم المفكرين العرب. العفيف الأخضر رائد من رواد الفكر التنويري والحداثي والعقلاني، أغنى المكتبة العربية بأروع المؤلفات الماركسية والعلمانية، وأثرى المجتمع العربي بمفاهيم الثقافة المتحررة المعاصرة (للثقافة السياسية، والثقافة الليبرالية، والثقافة الاشتراكية) وفي مقدمتها (الثقافة التحديثية التربوية والتعليمية) فهو أول من كتب عن إصلاح المناهج التعليمية والتربوية تواكبا للروح الحداثية ولمفاهيم العصر الحديثة والحضارية.. لكن ما يؤسف له القول حقا أن نجد هذا الانسان العظيم مقابل (إنجازاته العلمية والإنسانية والحضارية) يعاني المزيد من الوجع والألم، بعد أن حمل حقيبته في الغربة وفي المهجر والتنقل وعدم الاستقرار المعيشي والنفسي في ظل ظروف موضوعية وذاتية قاسية بالأمس «ولولا أن صادق جلال العظم آواه في منزله مدة عام لكان مشردا حقيقيا« حسب تعبير العفيف الأخضر... أما اليوم فإن العفيف الأخضر يصارع الشلل والمرض، لا يمتلك أدنى الوسائل والحلول الناجعة لمحنته الإنسانية، التي يقول عنها العفيف «عظمة لسانه«: «أنا الذي كنت أكتب بمعدل سبعة آلاف كلمة في الأسبوع، أصبحت عاجزا عن التوقيع على شيك«.
محنة مفكرنا العملاق العفيف الأخضر تذكرنا بمأساة شاعر العراق العظيم بدر شاكر السياب الذي ابتسم للمرض الذي كان يعانيه، بقدر ما عانى ضنك الحياة المليئة بالبؤس والشقاء في منفاه جلدته سياط الغربة، وعصرته أوجاع المرض ومرارة الفقر والفاقة تحت أسقف أكواخ الصفيح و«العشيش« بين أوساط العمالة الآسيوية الوافدة للكويت آنذاك.. كما أن محنة العفيف الأخضر تذكرنا بمأساة العالم والمفكر المصري الدكتور الراحل جمال حمدان الذي أبدع بموسوعته الخالدة (شخصية مصر) بعد أن انطوى على نفسه في شقته وصومعته مدة عشرين عاما، احتجاجا على الظلم الذي لحق به وإنزال الحيف على كواهله في إهدار حقوقه المدنية ومصادرة حقوقه العلمية والأكاديمية.. مأساة العفيف الأخضر تذكرنا بمآسي ومحن الكثير من عظماء الوطن العربي (علمائه ومفكريه وباحثيه ومناضليه وعباقرته) الشرفاء والأحرار. في نهاية المطاف يؤسفنا القول: إن مناشدة الحكومات العربية من أجل تخفيف وطأة المعاناة والاغتراب عن كواهل عظماء الوطن العربي، ومحاولة تلاشي طائلة مظاهر الفقر والحاجة عن أكتافهم وأغوارهم والأخذ بأيديهم، قد لا تجدي نفعا طالما دأب معظم الأنظمة العربية على تهميش هؤلاء العظماء وعلى استعدائهم وملاحقتهم وتضييق الخناق حولهم... ولكن العالم العربي مازال جميلا مليئا بالطيبين الشرفاء، يفخر ويزخر بأصحاب الأفكار الحرة الذين قلوبهم على أوطانهم وعقولهم مع عظمائهم ومفكريهم ومناضليهم. ولعل ما تفضل به الكاتب الدكتور النابلسي في مقالته بقوله: «لا أظن أن العالم العربي خلا تماما من أصدقاء الفكر ومحبي المفكرين الأحرار أيا كانوا وكيفما كانت توجهاتهم« هو خير شاهد على ذلك.. والشعوب بدورها تفخر بمواقف المفكرين الأحرار، بقدر ما تفخر بمواقف أولئك المفكرين والمثقفين الذين وقفوا مع العفيف الأخضر في محنته وفي مقدمتهم جورج طرابيشي وصادق العظم وشاكر النابلسي ومحمد عبدالمطلب الهوني وعثمان العمير وعبدالقادر الجنابي وعبدالفتاح عبدالقادر... فتحية إكبار إلى هؤلاء الأحرار لأنهم أكدوا حقا أن العالم العربي لا يخلو من الأحرار الشرفاء بمواقفهم المبدئية والأخلاقية وقت المحن والنكبات وفي فترة «تمتحن فيها نفوس الرجال« حسب وصف «المواطن توم بين« العظيم.ش * نقلا عن جريدة "أخبار الخليج" البحرينية
يجهدون في نشر المعرفة ويموتون كالأشجار
عبد الرحمن أحمد عثمان
"العفيف الأخضر يموت حيا".. هذا هو عنوان لمقالة نشرت في إحدى الصحف المحلية وهي جريدة الأيام للكاتب الدكتور شاكر النابلسي بتاريخ 6 سبتمبر 2004م وما حملت هذه المقالة في جوهرها قضية مؤلمة وواقع محزن لأحد عظماء ومفكري الوطن العربي، وهو المفكر التونسي العفيف الأخضر...
ولعل واقع هذا المفكر في حد ذاته يعطي تجسيدا حيويا للوضع المؤسف لعظمائنا ومفكرينا العرب الذي سيظل يمثل وصمة عار على جبين الأنظمة العربية.. من هذا المنطلق نستطيع القول: إن من المفارقات المؤلمة أن يجد الشعب العربي مناضليه وعظماءه ومفكريه وعباقرته يعانون الإهمال والتهميش، ويرزحون تحت وطأة الملاحقات وويلات السجون والمعتقلا والمنافي، ويغالبون سياط الغربة والاغتراب والتغريب، ويشكون ظروفا موضوعية بالغة الصعوبة والقسوة، ويواجهون أوضاعا سياسية متردية مشحونة بالخوف والقهر والتنكيل، في مصادرة حرية الرأي وحرية الكلمة وكسر القلم في ظل أنظمة عربية استبدادية مأزومة تزداد مناخاتها السياسية سوءا وقمعا.. أنظمة اعتمد خطابها السياسي مبدأ المكافآت على حساب الكفاءات، واتخذ مظاهر المحسوبية والمنسوبية والقبلية على حساب مبدأ الكفاءة والمهارة والشفافية والنزاهة.. وتبنى هذا الخطاب القشور دون اللب، والشكل دون الجوهر، والصورة دون المضمون، واعتمد المظاهر الشكلية للفن الهابط والثقافة الاستهلاكية، والمفاهيم التربوية المغلوطة والمناهج التعليمية الصماء الجامدة اللاديمقراطية، والأنساق السياسية الاستبدادية والأوتوقراطية، ووسائل الإعلام المضللة والديماغوجية وسعيها الى طمس الحقائق وتهميش المواطن وتغييبه بأساليب الترهيب والترغيب والتنفيس والتضليل وإبعاده عن اتخاذ القرارات السياسية والمشاركة الشعبية في ظل غياب الدستور أحيانا وتعليق الدستور أحيانا أخرى، وتهميش (العقد الاجتماعي) ما بين (السلطة والمجتمع) في كثير من الأحيان وبالتالي استشراء مختلف الفساد السياسي والإداري والمالي والأخلاقي وشراء الضمائر والذمم. مظاهر وظواهر تأتي تداعياتها وحقائقها ضمن مقاييس مألوفة ومعايير متبعة في تسيير المجتمعات العربية بمزيد من تأزم العلاقة ما بين السلطة والشعب، وما بين البنى التحتية والبنى الفوقية التي على ضوئها تمخضت عن نتائج وخيمة وعواقب كارثية انعكست على مختلف فئات الشعب والمجتمع وفي مقدمتها كفاءاته من القوى والرموز الوطنية والمفكرين الأحرار، والعظماء المبدعين، وأصحاب الرأي والضمير والقلم. وهكذا نجد أحد كبار المفكرين العرب (العفيف الأخضر) نتيجة الوضع العربي السيىء يئن بكبرياء الأحرار تحت وطأة المرض الذي أقعده والشلل الذي شل يده وتفكيره لكنه ظل متجليا بالشموخ طبقا وتماثلا لجوهر عبارة الكاتب الدكتور شاكر النابلسي خلال مقالته بقوله: «العفيف الأخضر ليس (وردة العرب) البيضاء الفواحة ولكنه مبضع جراح ماهر وحاد وملم بأبي حامد الغزالي وماركس وبابن تيمية وهيجل ويعرف كيف يفتح الدمامل العربية المتقيحة وكيف يعالجها بالعقل وبطب القرن الحادي والعشرين«. وهكذا يظل المفكر العفيف الأخضر مبعث فخر قرائه ورفاقه وشعبه ونخبه لصموده أمام الموت فهو «يموت موتا بطيئا وهو حي وواقف كأي نخلة من نخيل تونس« حسب تعبير كاتب المقالة شاكر النابلسي... من هنا يؤسفنا القول أن تصل هذه الحال السيئة بالعظماء العرب، والحكومات العربية على كراسي المتفرجين صامتة شامتة تشفيا من عظمائها وعباقرتها المميزين، انطلاقا من مواقفها السياسية العدائية لمبادئهم الإنسانية ومواقفهم الحرة الجريئة.
وبهذا الشأن أجاد الكاتب النابلسي عبر مقالته فيكشف سلبيات وأمراض وثغرات الكثير من الأنظمة العربية، حينما استرسل بالقول: «العفيف الأخضر مشلول اليوم ولا يستطيع الكتابة أو القراءة أو التفكير أو الحركة وهو بحاجة إلى العلاج الطويل الأمد.. ليس هناك من يعينه غير من يهمهم أمر الأخضر كإنسان فقير معدم وليس كمفكر معارض وليبرالي وحداثي«. لعل هذه العبارات حملت من الدلالات الكبيرة والمغازي العظيمة أن العظماء لا قيمة لهم في العالم العربي، طالما الرياضة والفنون الهابطة هي التوجهات والأهداف الطاغية للخطاب السياسي العربي الرسمي، ولكون وسائل الإعلام العربية ووزارات الرياضة والشباب ربطت الأبعاد الفنية والرياضية بالأبعاد الاجتماعية ارتباطا استراتيجيا، وإعطاء تلك العلاقة هالة من التعظيم والتقديس، ورصدت ميزانيات طائلة للفن والرياضة تقدر بملايين الدولارات عبر استضافة البطولات الرياضية، وإقامة الحفلات الفنية، فضلا عن احتضان أصحابها من الرياضيين والفنانين بمظاهر التكريم والتشريف والإغداق عليهم بالهدايا والحوافز والمكافآت المالية الطائلة وتحرير الشيكات بآلاف الدولارات بأسمائهم، في الوقت الذي يظل فيه بعض عظماء هذا الوطن مهمشين ومطاردين في الداخل، وبعضهم يعيش خارج الوطن تعصرهم الغربة وتلاحقهم المخاطر، وبعضهم يعيش على الفتات لا يملك في الحياة شروى نقير. وهكذا نجد المفكر العفيف الأخضر يحيا حياة بائسة في غربته، تدمي قلوب الشرفاء.. وليس أدل على ذلك سوى ما نقله لنا الكاتب شاكر النابلسي خلال مقالته حول زيارة المفكر السوري جورج طرابيشي للعفيف الأخضر في كهفه في إحدى ضواحي باريس الذي وصفه بأنه «كهف لا يليق إلا بكلب أجرب متشرد«... وهكذا وصلت الحالة المتردية بالعفيف الأخضر المفكر الذي يعيش في باريس منذ عام 1979م ضمن وضع مزر بالغ القهر والقسوة، لكنه في الوقت ذاته لم تنقطع صلته بالوطن فعاش بقطعة من قلبه وقطعة من كبده وقطعة من عقله مع وطنه (تونس) مسقط رأسه، ومرتع صباه، ومنشأ طفولته، الذي هو مسكون بهواجسه وقلقه وسيادته، بقدر ما خدم وطنه العربي الكبير، ولكن بدلا من ذلك كله فإنه ترك وأُهمل ليكابد خضم الغربة وبراثن المرض دون أن يكلف الوطن العربي المتمثل في أنظمته الرسمية ومعظم مثقفيه ونخبه عناء السؤال عن حال هذا الإنسان العظيم، بالرغم من أن العفيف الأخضر يظل الرمز المشرف للوطن العربي بنهجه وأفكاره فهو صاحب الفكر الشيوعي والماركسي والعلماني، وصاحب الأفكار الحديثة والمعاصرة ومبدأ التعددية والديمقراطية، وقطب من أقطاب الحداثة والعلمانية.. العفيف الأخضر واجه ويواجه الدكتاتوريات العربية والزعامات العربية المستبدة، وشتى الأنظمة الأوتوقراطية، التي حاربته بأساليب الترهيب والتغريب كافة والمنع والحظر على كتاباته ومؤلفاته مثلما واجه مختلف التيارات الدينية بالعقل المعرفي والنقد المعرفي، التي بدور هذه الجماعات الإسلامية رمته بالتكفير واتهمته بالزندقة والكفر والإلحاد.. لكن هذا الإنسان الشجاع لم يردعه رادع المهزومين، ولم ترهبه التهديدات بإنزال الحد أو السيف على رقبته، ولم يخف لومة لائم في قول كلمة الحق وإعلان رأيه صريحا بلا تردد ودون محاباة، والتعبير عن أفكاره ومبادئه بجرأة نادرة قل ما يتمتع بها معظم المفكرين العرب. العفيف الأخضر رائد من رواد الفكر التنويري والحداثي والعقلاني، أغنى المكتبة العربية بأروع المؤلفات الماركسية والعلمانية، وأثرى المجتمع العربي بمفاهيم الثقافة المتحررة المعاصرة (للثقافة السياسية، والثقافة الليبرالية، والثقافة الاشتراكية) وفي مقدمتها (الثقافة التحديثية التربوية والتعليمية) فهو أول من كتب عن إصلاح المناهج التعليمية والتربوية تواكبا للروح الحداثية ولمفاهيم العصر الحديثة والحضارية.. لكن ما يؤسف له القول حقا أن نجد هذا الانسان العظيم مقابل (إنجازاته العلمية والإنسانية والحضارية) يعاني المزيد من الوجع والألم، بعد أن حمل حقيبته في الغربة وفي المهجر والتنقل وعدم الاستقرار المعيشي والنفسي في ظل ظروف موضوعية وذاتية قاسية بالأمس «ولولا أن صادق جلال العظم آواه في منزله مدة عام لكان مشردا حقيقيا« حسب تعبير العفيف الأخضر... أما اليوم فإن العفيف الأخضر يصارع الشلل والمرض، لا يمتلك أدنى الوسائل والحلول الناجعة لمحنته الإنسانية، التي يقول عنها العفيف «عظمة لسانه«: «أنا الذي كنت أكتب بمعدل سبعة آلاف كلمة في الأسبوع، أصبحت عاجزا عن التوقيع على شيك«.
محنة مفكرنا العملاق العفيف الأخضر تذكرنا بمأساة شاعر العراق العظيم بدر شاكر السياب الذي ابتسم للمرض الذي كان يعانيه، بقدر ما عانى ضنك الحياة المليئة بالبؤس والشقاء في منفاه جلدته سياط الغربة، وعصرته أوجاع المرض ومرارة الفقر والفاقة تحت أسقف أكواخ الصفيح و«العشيش« بين أوساط العمالة الآسيوية الوافدة للكويت آنذاك.. كما أن محنة العفيف الأخضر تذكرنا بمأساة العالم والمفكر المصري الدكتور الراحل جمال حمدان الذي أبدع بموسوعته الخالدة (شخصية مصر) بعد أن انطوى على نفسه في شقته وصومعته مدة عشرين عاما، احتجاجا على الظلم الذي لحق به وإنزال الحيف على كواهله في إهدار حقوقه المدنية ومصادرة حقوقه العلمية والأكاديمية.. مأساة العفيف الأخضر تذكرنا بمآسي ومحن الكثير من عظماء الوطن العربي (علمائه ومفكريه وباحثيه ومناضليه وعباقرته) الشرفاء والأحرار. في نهاية المطاف يؤسفنا القول: إن مناشدة الحكومات العربية من أجل تخفيف وطأة المعاناة والاغتراب عن كواهل عظماء الوطن العربي، ومحاولة تلاشي طائلة مظاهر الفقر والحاجة عن أكتافهم وأغوارهم والأخذ بأيديهم، قد لا تجدي نفعا طالما دأب معظم الأنظمة العربية على تهميش هؤلاء العظماء وعلى استعدائهم وملاحقتهم وتضييق الخناق حولهم... ولكن العالم العربي مازال جميلا مليئا بالطيبين الشرفاء، يفخر ويزخر بأصحاب الأفكار الحرة الذين قلوبهم على أوطانهم وعقولهم مع عظمائهم ومفكريهم ومناضليهم. ولعل ما تفضل به الكاتب الدكتور النابلسي في مقالته بقوله: «لا أظن أن العالم العربي خلا تماما من أصدقاء الفكر ومحبي المفكرين الأحرار أيا كانوا وكيفما كانت توجهاتهم« هو خير شاهد على ذلك.. والشعوب بدورها تفخر بمواقف المفكرين الأحرار، بقدر ما تفخر بمواقف أولئك المفكرين والمثقفين الذين وقفوا مع العفيف الأخضر في محنته وفي مقدمتهم جورج طرابيشي وصادق العظم وشاكر النابلسي ومحمد عبدالمطلب الهوني وعثمان العمير وعبدالقادر الجنابي وعبدالفتاح عبدالقادر... فتحية إكبار إلى هؤلاء الأحرار لأنهم أكدوا حقا أن العالم العربي لا يخلو من الأحرار الشرفاء بمواقفهم المبدئية والأخلاقية وقت المحن والنكبات وفي فترة «تمتحن فيها نفوس الرجال« حسب وصف «المواطن توم بين« العظيم.ش * نقلا عن جريدة "أخبار الخليج" البحرينية
روعة الحياة- https://i.servimg.com/u/f58/15/86/41/54/2210.png
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 2166
النقاط : 3243
تاريخ التسجيل : 16/02/2010
رد: العظماء.. البؤساء.. العفيف الأخضر نموذجاً
سلمت يداك اختي روعة الحياة
على روعة الطرح
الله يعطيك الف عافية
تقبلي مروري
لك تحياتي وتقديري
على روعة الطرح
الله يعطيك الف عافية
تقبلي مروري
لك تحياتي وتقديري
Tamer- رقراق فعال
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 580
النقاط : 618
تاريخ التسجيل : 13/07/2010
رد: العظماء.. البؤساء.. العفيف الأخضر نموذجاً
روعة ما قراته لك هنا
اختي روعة الحياة
شكرا جزيلا لك
ودمت متالقة
لك تحياتي وتقديري
اختي روعة الحياة
شكرا جزيلا لك
ودمت متالقة
لك تحياتي وتقديري
نادين- مشرفة منتديات التربية والتعليم
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 742
النقاط : 800
تاريخ التسجيل : 12/03/2010
العمر : 32
رد: العظماء.. البؤساء.. العفيف الأخضر نموذجاً
اسعد الله قلوبكم وامتعها بالخير دوماً
أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخير وعافية
لكم خالص احترامي
أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخير وعافية
لكم خالص احترامي
روعة الحياة- https://i.servimg.com/u/f58/15/86/41/54/2210.png
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 2166
النقاط : 3243
تاريخ التسجيل : 16/02/2010
رد: العظماء.. البؤساء.. العفيف الأخضر نموذجاً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
همس الرقراق- رقراق نشـــــــيط
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 941
النقاط : 1112
تاريخ التسجيل : 07/05/2010
العمر : 34
رد: العظماء.. البؤساء.. العفيف الأخضر نموذجاً
أج ــمل وأرق باقات ورودى
لردك الجميل ومرورك العطر
تــ ح ــياتيـ لكــ
كل الود والتقدير
دمت برضى من الرح ــمن
لردك الجميل ومرورك العطر
تــ ح ــياتيـ لكــ
كل الود والتقدير
دمت برضى من الرح ــمن
روعة الحياة- https://i.servimg.com/u/f58/15/86/41/54/2210.png
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 2166
النقاط : 3243
تاريخ التسجيل : 16/02/2010
رد: العظماء.. البؤساء.. العفيف الأخضر نموذجاً
جزيل الشكرلك اختي روعة الحياة
على الموضوع القيم
محبتي وتقديري
على الموضوع القيم
محبتي وتقديري
انتصار- ادارة المنتدى
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 829
النقاط : 887
تاريخ التسجيل : 08/06/2010
رد: العظماء.. البؤساء.. العفيف الأخضر نموذجاً
الشكر لك انتصار محبتي
روعة الحياة- https://i.servimg.com/u/f58/15/86/41/54/2210.png
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 2166
النقاط : 3243
تاريخ التسجيل : 16/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى