لا تتسرع في الحكم على الناس

من طرف tatamoun الأحد سبتمبر 25, 2011 11:04 pm

يحكى أن السلطان العثماني بيازيد رأى هاتفاً في المنام فانتفض من مرقده،

وأمر أمين سرّه أن يجهز بعض النفر كي يذهبوا جميعاً إلى مكان ما دون

أن يسأله عن الأسباب ولكن أعلمه أن هاتفاً جاءه في المنام...قصد السلطان

وصاحبه والحاشية متنكرين المكان المقصود على حسب ما جاء في المنام ولدى

وصولهم إليه وجدوا أنه حي سكني من ذوي الحال الميسور، ورأوا لفيفاً من

الناس مجتمعين حول شخص ميت للتو،

فسألهم السلطان ماالأمر؟ فأجابوه أن هذا شخص يعمل في حيهم

منذ مدة طويلة وكان مثال الجد والتفاني في عمله كنعّال

لحوافر الخيل وكان يحصّل الأجر الوفير من عمله فسألهم: لماذا لا تدفنوه إذاً؟

فقالوا: إننا لا نعلم أين يسكن و لا من أين

يأتي كل يوم، ثم إنه رغم جدّه في عمله كان منبوذاً

من كل أهل الحي لأنه كان بعد انتهاء عمله يشاهد

حاملاً زجاجات الخمر ومصاحباً لبنات الهوى لذلك حين

توفي أقسمناأن نتركه هكذا دون دفن

فأشار عليهم السلطان أن يخلّصهم من جثته؛ فوافقوا

حمل النفر الجثة وساروا بها، فهمس السلطان في أذن

أمين سره أن يدفنه في باحة مسجده المشهور حتى يومنا

هذا – في استانبول حسب ما جاءه في الحلم؛ فحاول أمين

السر أن يعترض مفسراً له:يا سيدي السلطان.. بعد العمر

الطويل ستدفن في ذلك المكان و لا يصح أبداً أن يكون قبرك

مجاوراً لقبر ميت كهذا، فقطع عليه الطريق وأمره أن ينفذ

دونما اعتراض، ودفن الرجل في مسجد بيازيدبقي السلطان حائراً

في أمره وقضّ عليه مضجعه وهو يريد أن يعرف حقيقة ذلك

الرجل الميت وحاول مراراً أن يقصد ذلك الحي الذي التقطه

منه عسى أن يعثر على بصيص أمل يقربه من الحقيقة إلى أن

عثر بعد فترة على عجوز هرم على عكازين كان

يعرف المتوفى لأن النعال ساعده ذات يوم ماطر بارد

للوصول إلى بيته و أسرّ إليه أنه يسكن في مكان قريب

من حيّه فدلّه عليه، وكان الحي في الطرف البعيد من

استنبول، فقصد السلطان المكان وهو متنكر وسأل

أهل الحي عن بيت نعال الخيول فدلوه عليه؛

طرق الباب ففتحت له امرأة وقالت له بعد أن ألقى

السلام . لقد توفي زوجي.. أليس كذلك؟ فقال: نعم،

وجلس ينظر في زوايا الغرفة الصغيرة التي تقطنها مع

أولادها فتعجب وقال:

لماذا أنتم على هذه الحال من الفقر وقد علمت

أن زوجك المرحوم كان يجني مالاً كثيراً؟أجابته المرأة:

لقد كان زوجي الصالح يأتي كل يوم بالقليل من المال،

ما يسد به رمقنا لمعيشة يوم واحد فقطفسألها: زوج صالح؟!!

لقد سمعت أنه كان ينصرف من عمله للّهو وشرب الخمور

فتبسّمت وقالت: لقد كان ينصرف من عمله ويأتي سيراً على

قدميه فكلما رأى رجلاً من حاملي زجاجات الخمر كان يحاول

إقناعه بالعدول عن المحرمات فيأخذها منه ويدفع له

ثمنها ليكسرها ويهدرها، أما بنات الهوى فكان يمسك

بيد الواحدة منهن وينصحها ويجعلها تعدل عن فعلها

للحرام ويوصلها إلى بيتها بعد أن يدفع لها المال

وكنت أنصحه دائماً أن ينقل عمله إلى حيّنا فيقول

وهل في حينا من يملك قوت يومه كي ينفق على حماره

أو بغله فبلأحرى خيله؟!.

قلت له مرة ماذا لو حانت ساعتك وتوفيت في ذلك الحي

البعيد حيث لا أحد يعرف أهلك أو بيتك؟ فرد عليّ :

إن الله معنا و السلطان بيازيد سيتولى كل شيء بإذن الله

و ها أنت يا سلطان بيازيد عندنا

ارتاح السلطان واطمأن لأنه بإنصاته لذلك الهاتف

الذي أتاه قد أكرم رجلا صالحا و أحس بالفخر لأنه

بعد موته، سيحظى بجواره

قبل أن ينصرف، أمر لزوجة النعال بالمال الوفير

و وعدها بالتكفل بها و بأولادها طول حياتهم.

هذه القصة ذات العبر المفيدة

تبين اولا ان لا نتهم احدا بشيء حتى نتأكد منه

علينا ألا نتسرع في الحكم على الناس

من طرف Meryem الإثنين سبتمبر 26, 2011 6:41 pm

السلام و رحمة الله تعالى و بركاته

موضوع مهم يستحق أن نقرأه بتمعن و نطبقه في حياتنا

بارك الله فيك أختي الكريمة طاطامون

من طرف **نادين** الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 11:59 am

حبيبتي طاطامون ...[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ولو أن عنوان القصة يحمل المجون بكل ما يحمله من معنى ... إلا أننا يمكن أن نطلق عليها ... " قصة الصالحين " ..

الأول وهو ذلك نعال الخيول ... الذي
دأب على فعل الخير غير عابئ بما يقوله الناس عنه ... لأنه متأكد ومتيقن من
عدل الله سبحانه وتعالي وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ... ومن صلاحه
أنبأه الله بما سيكون من أمر السلطان وأنه سيتولى أمر كل شئ في حال وفاته
...
أما الصالح الثاني فكان السلطان الذي
رأى الرؤية وتتبعها إلى أن نفذ ما أومر به ... الرؤية لن تأتي بهذا الوضوح
إلا لرجل صالح ... الله يعرف تمام المعرفة بأنه سيتولى الأمر كما ينبغي
...

إنهما بالفعل صالحين ...

قصة جميلة وذات بعد ديني واخلاقي....

شكرا جزيلا وجزاك الله عنا كل الخير

دمت بألقك

لك محبتي

من طرف **Siham** الأربعاء سبتمبر 28, 2011 5:30 am

كثيرا ما نقع فى اخطاء واحراجات
عندما نتهم الناس بامور لا يعملوها وبعدها يظهر الحق
فنقع فى احراج كبير
لاجل هذا وجب عليناالا نتسرع فى الحكم على الناس
بوركت حبيبتي طاطامون على هذه القصة القيمة
دائما متميزة فى انتقاءاتك
جزاك الله خيرا وجعله الله فى ميزان حسناتك
لك محبتي وباقة ورد

من طرف tatamoun الأربعاء سبتمبر 28, 2011 11:15 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من طرف Mounir الخميس سبتمبر 29, 2011 10:14 am

بارك الله بك اختي طاطامون على هذه القصة الجميلة والقيمة
فعلا" كثيرا" ما نقع في المشاكل من
إسراعنا في الحكم على الأشخاص أو عندما لا نتبين صدق ما يقال لنا وخصوصا"
أنه قد كثر بيننا الفاسقون الذين ليس لهم هم في هذه الدنيا إلا خراب
المعمور والإيقاع بين الناس

وفوق هذا كله ما نصاب به من حسد وغل وأو غضب نتيجة هذا التسرع...أضيفي إلى ذلك الإثم الذي ذكره الله تعالى بقوله" إن بعض الظن إثم
دمت متالقة
لك تحياتي وتقديري

[/size]

من طرف عاشقة البحر الخميس سبتمبر 29, 2011 7:18 pm

قال تعالى : ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً .

التأني في اصدار الاحكام من الحكمة

والسرعة في اصدار الحكم من التسرع والعصبية التي نها عنها ديننا الكريم

شكرا اختي طاطامون على هذا التذكير
جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله