قصتي و الحصوات السبع..!

من طرف tatamoun السبت فبراير 04, 2012 12:15 pm

قصتي و الحصوات السبع..!

عندما بلغت العاشرة من عمري بدأت أرافق والدي

عندما كان يذهب لحراثة الحقول و البساتين

و أساعده في حمل البذور و الزاد.

كنت أحب أن أراقبه و هو يعمل ...

و ذات يوم قلت له:

أبي علّمني الحراثة

فابتسم و قال:

إئتني بسبع حصوات .

و بسرعة البرق جمعتهن

فطلب مني أن أضعها على المقود الخشبي للمحراث

و أحفظها بيدي من السقوط على الأرض...

بدأنا الحراثة ، فضغط أبي بقوة على يدي

فصرخت من شدة الألم.

فقال لي : لقد رسبت...

قلت و أنا خجل رغم الوجع، و متى أنجح؟

قال :عندما لا تصرخ و تكون أكثر جلدا.

فكرت قليلا ثم طلبت منه أن أجرب مرة ثانية،

فسمح لي و على شفتيه ابتسامة تشجيع.

وضعت من جديد الحصوات على المقود الخشبي

ثم حضنتها بيدي، فضغط أبي ضغطا شديدا،

ثم بدأنا الحراثة ذهابا و إيابا سبع مرات.

كنت أتألم و لكنني حبست أنفاسي

و ضبطت أعصابي و أكملت العملية

دون أن أنبس بكلمة.

عندئذ ابتسم أبي و قال فخورا:"نجحت يا بني"

فتحت يدي ،و إذا بالحصوات مغروزة باللحم ،

يكاد الدم ينزّ منها.

و لكنني من شدة فرحي بالنجاح لم أعد أشعر بشيء.

هنا سألت أبي قائلا له:

لماذا هي سبع حصوات و إلام ترمز؟!

فكان جوابه الذي ظل راسخا في ذاكرتي حتى كبرت

تماما مثل أثر الجرح الذي ظل في راحة يدي

هذه السنين الطويلة:

الحصاة الاولى:النية الطيبة و اتخاذ القرار.

الحصاة الثانية:النفس الطويل و الصبر.

الحصاة الثالة:الإرادة و الإصرار.

الحصاة الرابعة:التنفيذ المتقن.

الحصاة الخامسة:الحزم.

الحصاة السادسة:المرونة و السلاسة.

الحصاة السابعة:الابتسامة في خضم المحن.

و أردف قائلا لا تنس يا بني ما يلي:

من يكن ماهرا في اتخاذ القرار السليم

و مرتاحا له و متحليا بالصبر على تنفيذه

بإرادة و عزيمة قوية و إصرار و حزم

و مرونة و ابتسامة نابعة من القلب في وجه

المصاعب و المحن، يكن إنسانا ذا ثقة سامية

و قوية و ناجحا و محققا لأحلامه بإذن الله.

و اعلم أن الحياة ليست سهلة،

لذا عليك بالمثابرة وتدعيم الثقة بالنفس

وعدم الاستسلام للفشل.

و كانت آخر الكلمات التي كررها على مسمعي:

إذا أردت أن تنجح،

لا تستسلم أبدا..

لا تستسلم أبدا..

لا تستسلم أبدا

بــتــصــرف