غرباء الأطوار

رواية غرباء الاطوار

1

اجتمعت الاسرة حول مائدة الطعام لوجبة العشاء



كالعادة يخيم الصمت عليهم



وعلى وجوهم ارتسمت علامات حزن دفينة كانها نحتت على وجوهمهم نحتا



الاب يدعى علي في اواخر الاربعينات من عمره



تجلس على يمينة زوجته امينة اصغر منه ببضع سنوات



وبجانبها فتاة في اوائل شبابها انها ابنتها منى في الرابعة عشر من عمرها



وعلى يسار الاب شابان هما ابنية ماجد و غسان



ماجد الاكبر في اوائل العشرينات وسيم قوي البنية تشعر براحة وان تتأمل ملامحة



والاصغر غسان اكبر من منى بعامين اي في السادسة عشر من عمره



و يشبة غسان ابوه كثيرا فالصرامة و الجبروت تضهر في عينية



تشاغل الجميع بالاكل ولكن بشكل بطئ ينم عن مزاج متعكر



باستثناء منى التي تأكل بشكل طبيعي و تلهوا بتشكيل اشكال هندسية من طبق الحلا قبل ان تاكله



قام ماجد عن المائدة رغم انه لم ياكل ربع طبقة وهو يقول الحمدلله و ذهب ليغسل يديه



لم يرد احد عليه وانما اخذ كل منهم النظر الى طبقة ويتشاغل بالاكل الا منى التي نظرت اليه ثم الى طبقة وقالت لماذا لم تأكل جيدا يا ماجد ام ان بيتنا الجديد لم يروق لك لننا من انتقالنا له وانت لا تاكل ام هناك سبب اخر يا قيس اشارة الى ابنت جيرانهم في حيهم السابق قالتها وهي تضحك لم يرد عليها ماجد و واصل طريقة بعد ان اغتسل الى غرفتة



واخذ غسان يتثأب و يضع يده الاخرى على فمه فنظرت له و الدته مدهوشه وقالت ما هذا الجرح الذي في يدك يا ولدي فاسرعت منى بالاجابة وقالت لقد تشاجر مع ابن الجيران عندما وصف بيتنا ببيت غريبو الاطوار لماذا يسموننا كذلك يا ابتي وهل نحن فعلا غريبين الاطوار



و لم يرد الاب عليها و هي لم تكترث لن الجميع لا يجيب اسئلتها من بعد وفاة اختها الكبرى سارة التي توفيت غرقا في مغطس الحمام في بيتهم القديم قبل عام و شهرين



و توجه الاب الى غسان وقال اسمع يا غسان لا اريد ان تفتعل المشاكل مع احد هنا فأذا اردت ان تضرب احد فافتعل سبب اخر غير وصفنا بالغرباء او اي شئ يلفت الانظار لنا مثلا ادعي اي سبب اخر و من ثم اضربه



نظرت الام الى زوجها وقالت الى متى تشجعه على هذة الاساليب و كان القوة هي القانون دعونا نعيش بهدوء ارجوكم و من ثم اجهشت بالبكاء



ابتسم غسان وقال يا امي الناس تخشى القوي و تاخذ حق الضعيف و نظر الى والده الذي هز راسه موافقا و مؤيدا لكلامه



اجتمع الكل امام التلفاز بعد تناول العشاء باستثناء ماجد الذي ذهب لغرفته وبعد دقائق سمعوا صوت في غرفة ماجد وكأنه يكلم شخصا نظر الجميع بشكل جماعي الى الساعة الحايطيه ثم نظروا الى بعضهم



و قال غسان بتهكم و سخرية لقد بداء هذيان ماجد مبكرا هذة الليلة لكن الام قامت لتذهب الى غرفة ماجد لتستطلع الامر لكن الاب اوقفها باشارة قال اتركي هذا المعتوة ليهداء من نفسه ورضخت الام لطلب زوجها الذي يبدوا انه لا يكسر له كلمة في البيت



اخذت منى بالتفكير فهي تسمع دائما سخرية غسان بهذيان ماجد منذ عام ولكن كان يحدث هذا دائما وهي نائمة و لم تسمعه من قبل و قررت ان تذهب لتستطلع الامر بنفسها



اخذت بالتسلل من الجميع وذهبت الى غرفة ماجد بالاعلى و قبل ان تفتح الباب عليه سمعت صوت ماجد يتحدث وهو يبكي و يقول اقسم لك يا سارة اني لم اكن معهم و من ثم ينقطع الصوت ويعود يتحدث وكأنه يخاطب احدا



تسمرت منى خوفا وهي تستغرب كيف يكلم اختي سارة التي ماتت غرقا في مغطس بيتنا القديم ودمعت عيناها عندما ذكرت سارة اختها الكبرى التي تصغر ماجد بعام واحد وقد كانت لطيفة و ودوده و فاتنة ايظا



اقسم لك اني لم اكن معهم عبارة صرخ بها ماجد مع صوت مبحوح من كثر البكاء فاقت منى من تذكر سارة مع صرخة ماجد و عاد خيالها الى الاموات و الاشباح



و من ثم سمعت حركة داخل الغرفة و صوت صرير الباب ينفتح بهدوء




يتبع الجزء الثاني

فتح الباب ورات ماجد و العرق يتصبب منه وعيناه جاحظتان

ماذا حصل لك يا ماجد قالتها منى بعد ما جمعت كل مافيها من قوة لتخرج العبارات متلعثمة فنظر الى اليها ماجد وقال حبيبتي اختي منى هل سمعتي شيئا مني

قالت له كل ما سمعت فنظر لها وقال اتعرفين اين اختنا سارة الان قالت انها ماتت منذ اكثر من عام قال اعرف ذلك ولكنها تكلمني كل ليلة و تظنني معهم

قالت كيف يتكلم الاموات و من هم الذين تظن انك معهم ؟ بهت ماجد من سؤالها و كأنه افاق من اغماءه فهو لم يدرك ان منى لا تعرف شئيا فأخذ يتلعثم ليبعد اسالتها وقال اذهبي و نامي الان يا اختي

ولكن منى اصرت ان تعرف وقالت اني احبك اخي و اعرف ان هناك شئ ما منذ وفاة اختي وانا اعرف ان هناك بعض الاسرار تخفى عني لماذا يضايقوننا في حينا القديم قبل هروبنا منه هناك شئ اخبرني به

نظر لها ماجد نظرة فاحصة وقال كم عمرك الان يا منى فاجابت اربعة عشر عاما و استطيع ان اتفهم كل الامور و لا تظن اني اذا كنت العب بالدمى اني مجرد طفله فانا العب بها لن ليس لدي صديقات الجميع يخشانا و يحذر ابناءه و بناته من قربنا اعرف ان ابي واخي غسان عصبيان و يتشاجران مع الجميع دائما لكن هذا ليس سبب كافي لكي يتجنبنا الجميع و منهم عبير التي احببتها واحبتك لكن اهلها رفضوا ان تتم العلاقة بينكم و تنتهي بالزواج لاسباب ايظا تعود لشئ اجهله و تخفونه عني

نظر ماجد الى الارض وقال ان معك حق اختي انتي كبيرة وعقلك اكبر من عمرك ايظا سوف اقص عليك الحادثة من بدايتها ولكن ليس الان حتى لا يلحظ احد شئيا اذا نام الجميع تعالي لغرفتي و ساحكي لك القصة كاملة

ذهبت منى الى غرفتها وهي توهم الجميع بانها ذهبت لتنام و قبل ان تستلقي على سريرها جمعت العابها و الدمى و فتحت باب الخزانة واخذت تضعهم بعناية و تقول في نفسها لن تخرجوا بعد اليوم الا لاطفالي فهذه الليلة هي نهاية طفولتي وبعدها استلقت على سريرها و في صدرها خليط من الفرح والرعب الفرح بانها ستعرف ماذا يدور حولها والرعب من المجهول و ماذا يخبئ لها

بعد اكثر من ساعة ايقنت ان الجميع نام فتسللت الى غرفة اخيها ماجد وهي تامل ان لا يكون قد نام ايظا فيتاجل الامر يوم اخر فكرت في قرع الباب عليه ولكن خافت ان يسمعها احد فقررت ان تدخل بدون اذن

فتحت الباب فوجدت ماجد وضع بعض الاغطية على الباب بشكل محكم ولكنه انتبه لقدومها فازاحها و قال تفضلي اختي و فسر لها لماذا يضع الاغطية على الباب بأنه حتى لا يخرج نور المصباح الصغير الذي كان يقراء عليه بعض الكتب القديمة المهترية الاغلفة

جلست منى و نظرت الى اخيها وقالت هل سوف تقراء علي احد هذه الكتب المخيفة الشكل ابتسم ماجد وقال لها ليتها حكاية كتب و تنتهي بقراتها

اوجست منى بخيفة وقالت بسط الامر لي لا تنسى اني فتاة و صغيرة ايضا و تداركت الصفة الثانية وقالت يعني لست كبيرة بما فيه الكفاية

نظر ماجد الى الكتب وقال منى اتذكرين جدي ابراهيم فردت نعم يرحمه الله لقد توفي وانا صغيرة جدا لم ادرس بعد ربما كنت بالرابعة او اقل ايظا ولكني اذكر شكله

قال ماجد نعم انه توفي رحمه الله قبل احدى عشر عاما و شهرين وستة ايام دهشت منى من تفاصيل التواريخ وقالت هل تحسبها بالايام يا ماجد فرد عليها اني اقراء الان كتاب خاص بيومياته و مذكراته وجدته مع كتبه التي يقتنيها والتي اغلبها تتكلم عن الجن و الاشباح و لكن هذا الكتاب كتبه بنفسة و لا اعتقد ان هناك من اطلع عليه قبلي و اخر صفحة منه كانت مورخه بيوم الاحد و يقول فيها اني اشعر اليوم بالام في صدري و اعتقد انه قلبي المسكين تعب من كثر النبض بعد كل هذة السنين سوف اذهب اليوم الى المستشفى و لا اعتقد ان هناك مناص من العملية اللعينة

و فعلا يا منى ذهب جدي وعمل العملية و لكنه توفي بعدها بيومين توفي يوم الثلاثاء بالتحديد

قالت منى بتذمر يرحمه الله ولكن لم اتي لك لتعلمني باي يوم توفي جدي فرد ماجد اصبري اختي فانا اريد ان تعرفي السر من بدايته فانزلت راسها حياء و رضوخ

لقد اشتهر جدي بمحاربة الاشباح و كان هذا عمله و يتقاضى الاجر على ذلك و قد عرفت من مذكراته انه مخادع غفرالله له فهو يقول في مذكرة يومياته اني لم افتح الكتب التي اقتنيها عن الاشباح و لم اكن اعلم عنها شئيا فقد كنت اوهم المغفلين ببعض الابخره والطلاسم وهم يصدقون كلامي و لا انسى فضل حامد صديقي الذي اشار علي بهذه المهنة و يحضر لي الملابس و الزباين من الاحياء والقرى المجاورة و يقوم ايظا بنشر الكلام و الاشاعات عن مواهبي و فضلي العظيمين

ثم نظر ماجد الى منى وقال جدي جمع الكثير من الاموال ولكن لا نعرف اين انفقها او خباها لقد كان يصرف علينا جميعا بسخاء وابي لم يكن يعمل فقط كان يلهوا و يتشاجر مع الجميع وبعد وفاة جدي شعرنا بفقدان المال و لم يستطع ابي ان يصبر كثيرا فقد عاش السنوات الاخيرة على بعض الاموال التي كان التاجر ابو سعد الاعرج ياتيه بها خوفا منه او من جدي سابقا ولكن باخر ايامنا في حينا السابق تغير ابو سعد الاعور و لم يعد يعطي ابي مايكفي و بعدها اصابنا عدة مصايب احرق بيتنا مرتين خلال شهر و من ثم ماتت اختي غرقا بالحمام و انتشرت الاشاعة في حينا ان شبح جدي يجول في بيتنا و ينتقم منا لعدم احياء علمه وعدم وراثة احدنا لمهنته

فابتعد الناس عنا و منهم عبير واهلها خوفا من حلول لعنة جدي عليهم ايظا و اجتمع الحي و اعطوا ابي بعض المال بشرط الخروج من الحي او انهم سوف يطردونه ورضخ ابي للطلب واتينا الى هنا

هذة القصة التي يعرفها الجميع الا انتي لكن لا اعتقد انها الحقيقة فانا اشك ان سارة قتلت فقد حاول ابي ان يجبرني على ان اعمل بمهنة جدي و بعد ان رفضت ان اكون مشعوذا كاذبا توجه الى اختي سارة و اجبرها و قد بداءت تستعد لعملها و لا تخرج من البيت حتى يوهم الجميع بانها ورثة العلم و صادقة ملوك الاشباح التي تطرد صغارها بامر المشعوذ ولكن اثناء استعدادها الى ذلك خرج معاذ في القضية الذي احب سارة و قرر ان يتزوجها و وقف ابي ضده حتى لا يفسد مخططه و لكن سارة تعلقت بمعاذ ورفضت العمل الجديد وحاول ابي بكل الطرق حتى انه احرمها الاكل عدة ايام لكي تنصاع له و قد كابرت سارة وفجأة ماتت غرقا


يتبع الجزء الثالث

تنهد ماجد و من ثم اكمل لاخته الصغرى منى حكاية مايعرفه

وبعد وفاة سارة اصبحت اراها في الاحلام تقول لماذا قتلتوني و كان الامر بسيطا فمجرد ان افزع من نومي يذهب كل شئ لكن الامر تطور واصبحت حتى وانا مستيقظ واسمع عبارة قتلتوني تترد في اذني كل ليلة

لقد ذهبت الى الشيخ عبد الرحمن امام حينا السابق و اكد لي انها من فعل الشيطان يوهمك و يخيفك و اذا قرات القران والاذكار فسوف يخذله الله وفعلا واضبطت على الاذكار و اعتدل الحال ولكن لبضعة ايام فقط وبعدها اصبحت اجد بعض الاوراق واشياء تخص سارة على سريري كل ليلة

رفع ماجد نظره الى منى فوجدها ترتعد وعيناها جاحظتان فمسك بها وقال يا منى لا تجعليني اندم لكلامي كوني قوية و شجاعة فستجمعت منى قوتها وحاولت الاتزان و قالت بصوت مبحوح اكمل يا ماجد

فرد ماجد هذا كل شئ اعرفه و البقية لا تفسير عندي لها واخرج ورقة قد خط عليها عدة ملاحظات و باخرها استنتاجات مرقمة و مدها الى منى وقال انظري الى الاستنتاجات التي وضعتها واعطيني رائك ابتسمت منى لنه طلب رائها فهذة اول مرة يطلب احد رائها فقرأت استنتاجاته الثلاثة

1- ان سارة ماتت طبيعيا وان ماحدث من احراق لبيتنا في المرتين السابقتين صدفة وان ما اشاهدة في النوم واليقضة من ادوات و اشياء لسارة هي مجرد اوهام

2- ان سارة قد انتحرت او قتلها ابي اثناء تعذيبها و ما حدث لنا من احراق البيت كان بتدبير ابي واخي غسان ليوهمون الجميع بافعال الاشباح وحتى تعود هيبتهم التي فقدت بعد وفاة جدي

3- ان هناك فعلا اشباح وهي من انتقمت من سارة لرفضها العمل و تشبثها بزواجها من معاذ وان مايحدث من احراق و ما اشاهدة من افعالهم


حاولت منى ان تجد شئيا تقولة حتى تضهر انها في حجم ان يطلب رائها ولكنها عجزت فردت الورقة الى ماجد وقد لمع في ذهناها سؤال وقالت لماذا يحدث لك انت فقط هذا لماذا لا لم نسمع صوت سارة او نجد شئ يخصها في غرفنا

فكر ماجد برهه ثم قال لني انا المهيأ الى ان اكون مكان جدي فانتي و غسان صغيران و لن تستطيعان التمثيل و شكلكما سيكون مدعاة لتكذيب العملية

ذهبت منى الى فراشها بعد ليلة فاصلة بحياتها ولكنها لم تستطع النوم من التفكير والخوف والمعلومات التي سقطت عليها دفعة واحده وبقيت في فراشها لاكثر من ساعتين دون نوم

فجاة سمعت صوت بالخارج صوت اوراق الاشجار المتساقطة تتكسر تحت وقع اقدام تسمرت من الرعب واخذت بالرعشة والقشعريرة تسري بجسمها

لم تسنطع حتى ان تصرخ او تقول شئيا احتارت ماذا تفعل فلقد انشل تفكيرها ولكنها تذكرت انها لم تقفل نافذة غرفتها من الداخل وهذا مازاد من رعبها

قررت ان تقوم وتقفل النافذة مهما كلفها الامر قامت ومدت يدها الى مقبض النافذة لتقفله ولكنها تجمدت عندما شاهدت شئ ما يحاول بصعوبة ان يتسلق الشجرة المطلة على شرفة الدور العلوي لبيتهم فتسمرت مكانها من الرعب وهي تنظر اليه و لا تستطيع ان تحدد هل هو بشر ام لا فشكله الخارجي كانه رجل ولكن طريقة تسلق الشجرة بصعوبة رغم انها كبيرة و من السهل تسلقها توحي بانه ليس كذلك

عندما استطاع هذا الشئ الوصول الى منتصف الشجرة توقف واخذ يلتفت يمين و شمال و توقف نظرة تجاة نافذة منى التي تقف عندها لم تستطع منى ان تتحمل ان يكشف هذا الشئ مكانها فسقطت على الارض مغمى عليها

يتبع الجزء الربع

افاقت منى على ضوء الشمس الذي تسلل اليها من النافذة و عندما همت بسحب الغطاء لتغطئ وجهها لم تجده فتذكرت ماحدث بالبارحة وفزعت قايمة والتفت بكل اتجاه فلم تجد شئيا قد تغير ونظرت الى النافذة فوجدتها لم تفتح اذن لم ينتبه لي ذلك الشئ او انه لم يستطع الوصول الي

ثم نظرت الى الساعة و استغربت من الاصوات القادمة من ميدان الحئ في هذا الوقت ولكن تذكرت ان اليوم الخميس موعد السوق الاسبوعي الشهير بهذا الحي فنظرت من نافذتها باتجاه الميدان وقد بسط الباعة بضايعهم واخذ الناس بالحظور والتجمع هناك

ارتاحت لحركة الناس وان الحياة ما زالت مستمرة و قررت ان تخرج من غرفتها و تنزل الى الحديقة وعندما همت بالخروج وجدت صوت امها بالاسفل وهي تعد الافطار و تشوقت الى فنجان من القهوة في الحديقة يعيد لها بعض اتزانها من جراء ما حدث ليلة البارحة و لما حاولت النزول مع السلم لفت انباهها ان الشرفة مفتوحة لا يمكن ان تفتحها امي الان وفي هذا الوقت بالتحديد رجعت الى الوراء و قررت ان تطمئين على اخيها ماجد فهو المقصود دائما

فاتحت غرفة ماجد بهدوء و نظرت الى فراشه فوجدته نائما و يتنفس بهدوء فاطمئنت و نزلت الى الاسفل و سلمت على امها و تناولت الافطار معها و قالت لها الام هل تذهبين مع الى سوق الخميس يا منى فا انا اريد ان اشتري بعض الاشياء رغم ان لنا قرابة الشهرين هنا و لكن لم استطع اكمال مستلزمات المنزل بعد

فرحت منى بالذهاب الى السوق واستعدت للذهاب وكان سعيدة بالتجول هناك وقد استمتعت بوقتها و صادف تجولهم ان وجدوا جارهم السابق ابا سعد الاعرج وهو يشتغل بالتجارة

سلمت ام ماجد على ابي سعد وقالت له لا ننسى فضلك علينا فقد كفيتنا شر الحاجة كثيرا و لكن ارجوا ان لا تخبر احد عن مكاننا لا نريد ان ينتشر الخبر هنا ايظا و نتعرض للمضايقات هز ابو سعد راسة متفهما وقال لا عليك يا اختي فانا اقدر ذلك وقد اتيت للتجارة فقط فهذه مهنتي و لن يدري احد بشئ

عادت منى وامها للمنزل وقد وجدو الجميع يتناول الافطار الذي وضع لهم اخبرت الام الجميع بانها قابلت ابو سعد الاعرج فرد غسان هذا الاعرج القبيح لا يترك مكانا يتوقع ان يكسب منه فرد عليه ماجد لا تستهزئ بالناس يا غسان فهذه خلقت الله له اسكتهم الاب باشارة من يده وقال اما زال في السوق ؟ فهزت الام راسها اجابا فقال سوف اذهب له و ادعوه الى الغداء فهذا جارنا القديم

قالت الام ارجوك لا تطلب منه المال فيكفينا اذا لم يخبر احد عن لعنتنا نظر غسان الى امه وقال اي لعنة هذه نحن ليس لدينا لعنة لدينا هبة يجب ان يحترمنا الناس لاجلها اليس كذلك يا ابي فنظر الاب اليه وقال انت من سيحيها ياغسان بعد ان جبن الجبناء وهو ينظر بطرف عينة الى ماجد

تجمع الجميع على الغداء مع ضيفهم ابو سعد الاعرج الذي يكاد ان يكون الشخص الوحيد الذي يتجراء بدخول بيتهم حتى من ايام حيهم القديم و بعد الغداء

اخذ الاب وابنيه و ضيفهم بتناول الشاي وهم يتحدثون و تطرق الحديث الى الجد ابراهيم و موهبته و قد عارضهم ماجد و اوضح ان الامر مجرد خدعة و قوبل بسخرية من الاب و غسان و لكن ابا سعد الاعرج قال كيف تكون خدعة وانا بنفسي شاهدة افعالة لا تقول ما لا تعرفه يا ماجد فانا كبير بالسن و اعرف جدك منذا كان شابا و استغرب لماذا يا ماجد لا تمكل المسيرة و تقوم بما يقوم به جدك نظر ماجد الى السقف و تنهد وقال كيف اكمل الخداع فالامر مجرد خدعة يا جماعة

قال ابا سعد لا تكثر بالجدال يا ماجد فاني اخاف عليك من لعنتة فأنت لم تلاحظ ما حل باختك قاطعة ماجد ان ما حدث لاختي سارة شئ عادي و ليست الوحيدة التي تموت شابة او الوحيدة التي تموت غرقا

تغيرت نبرة ابو سعد وهو يقول يبدو انك لم تلاحظ موعد موت اختك فقد ماتت في نفس يوم موت جدك و نفس التوقيت بالتحديد وبفارق عشر سنوات بالضبط وهذا يثير شك اي عاقل ذكي فما بالك في من عرف جدك وعرف موهبته

دهش ماجد من الكلام واخذ يفكر بعمق ويعيد حساباته و اصبح يشك بصحة المذكرات ويزداد نسبة مواهب لجده و الاشباح بشكل تصاعدي احس ماجد بصداع من كثرة التفكير و قرر ان يصعد الى غرفتة ليفكر بهدوء

فتح باب الغرفة و استلقى على السرير واخذ يفكر بصحة المذكرات من عدمها ثم قام الى مكتبة الصغير ليقراءها مرة اخرى لعله يجد ما يفيده

ولكن ما ان فتح الرف حتى بهت بوجود اخر ما يخطر بباله


7
7
7
يتبع الجزء الخامس

اتسعت عينا ماجد دهشة عندما فتح رف مكتبة

لقد وجد فرشاة شعرقديمة فيها بقايا شعر

انه يعرف هذه الفرشاة جيدا انها تخص اخته المرحومة ساره و لكن من اتى بها الى هنا فهو متاكد ان جميع مايخص ساره لم يوخذ شئ منها منذ وفاتها و جميعها بقيت في غرفتها ببيتهم السابق

فكر كثيرا ولكنه لم يجد حل الا ان زادت بقوة اسهم وجود شبح او شئ غامض قطع تفكيرة طرق على باب غرفته جاوب الطارقا بكلمة تفضل وكانت منى هي من بالباب

القت منى التحية فلم يجبها بل اخرج الفرشاة وقال انظري الى اخر ما وصل من سارة هزت منى راسها وقالت توقعت ذلك نظر ماجد الى منى مندهشا فحكت له منى ما حدث البارحة بالتفصيل و قالت لابد ان ذلك الشئ هو من وضع الفرشاة

مسك ماجد راسة وقال لماذا يفعلون ذلك بي انا تحديدا لقد تعبت و افكر جديا بالهروب او الموت ثم اجهش ببكاء و لم يتوقف الا عندما احس بقبلة على جبينه فرفع راسة فوجد وجه اخته منى مبتسمة فتوقف عن البكاء

قالت له منى لا اريد اناسمع ذكر الموت يا اخي منك مرة اخرى فلا اريد ان اخسرك انت ايضا ثم نظرت الية بعمق وقالت هل تثق في يا اخي جاوبها ماجد بهزة من راسة ولا كنها اصرت على ان يقول نعم فقال نعم يا اختي و لما سمعتها منه قالت اريد ان تعاهدني على ان تفعل ما اقول و تتجنب ما لا اقول

ابتسم ماجد ابتسامة متكلفة وقال ماهو الذي تفكرين فيه قالت اترك الامر لي لني اقسمت على ان اكشف كل شئ بنفسي لو حتى كلفني عقلي او روحي تغيرت ابتسامة ماجد المتكلفة الى ابتسامة اعجاب وقال منى اني اقدر شجاعتك و خوفك علي ولكن انا المعني بالامر فلا تتدخلي بشي و عيشي حياتك

اصرت منى فرضخ ماجد لها لنه بحاجة الى من يكون عون له ولكن منى تريد القيادة و السمع والطاعة وهذا يجعل الخطر يحدق بها فكر ماجد برهة ثم قال سوف افعل ما تقولين لني منذ سنة وشهرين لم استطع ان افعل شئ او اكشف شئيا وربما تستطيعين انتي ولكن لا للمخاطرة يا منى انا من هذه اللحظه تحت امرك قبلت منى راس اخيها الكبير مرة اخرى وقالت اذن اسمع

انزل الان الى ابي وغسان و ضيفنا واعلن انك قبلت ان تعمل بمهنة جدي و اطعهم بكل ما يقولون و لا ترفض شيئا من طلباتهم مسك ماجد يدها وقال اتدركين ما يمكن ان افعله انهم ربما يجبروني على عمل شركي كبير ابتسمت منى بهدوء وقالت ان هذا الامر لا يأتي الا متأخرا و سوف ينتهي كل شئ قبل ذلك باذن الله

نزل ماجد الى ابيه واخيه وكانا واقفين يودعان ابي سعد الاعرج فقال لهم الخبر و قراره فرح الاب كثير و حضن ماجد وقال اخيرا يا ولدي سوف نعود الى الثراء ولكن غسان حاول اخفاء امتعاضة فهو كان يحلم بان يكون هو الوريث عندما يكبر قليلا اما ابي سعد فقد ابتسم وقال وفقكم الله انا سوف اعود الى تجارتي الان

لم يترك ابا ماجد ابي سعد الاعرج ان يذهب واصر ان يبقى معهم بعد هذا الخبر رضخ ابي سعد متذمرا بان السوق سيذهب علية ولكن ابو ماجد قال سوف نتعاون مجددا وسوف نعوضك بعد ان يفتح ماجد باب الثراء علينا و نحن محتاجون لك الان لتنصحنا بماذا نفعل

اجتمع الاب و ولدية و صديق العايلة ابي سعد مرة اخرى ولكن بوجية اخرى و حديث اخر بداء ابو سعد الحديث وقال اين سوف تقررون ان تعملون هنا ام في حينا القديم نظر الاب الى ماجد وقال ان هذا قرار الشيخ ماجد

ضحك غسان بصوت عالي وقال الشيخ .. ثم واصل ضحكته . اخرس و صوت صفعة قوية قطعت الضحكه و اسكتت الجميع كانت من يد ابا ماجد على خد غسان

نظر غسان مدهوشا وقال اتضربني يا ابي فرد الاب اضربك و اقتلك اذا تطلب الامر لا احد يستهزئ بالشيخ ماجد و لا ياخذ جزاءه قام غسان غاضبا و توجه الى غرفتة

و اكمل الجميع نقاشهم ولا يتممون جملة الا وفيها عبارة الشيخ ماجد و انتهى النقاش على اتفاق ان يقوم ابا ماجد بنشر الدعاية لمواهب ابنة في جلب الحظ وطرد الاشباح في هذا الحي و ان يقوم ابي سعد بنفس العمل بحيهم السابق و في الاحياء التي يمر عليها بتجارته شكر ابو ماجد ابا سعد الاعرج على تعاونة و من ثم ودعه على ان يلتقيا الاسبوع القادم ليخبر كل منهما الاخر عن ماذا حصل له

وفي الاعلى وفي غرفة غسان تحديدا اخذ غسان بركل السرير غضبانا وقال ابي يضربني من اجل ماجد و يهدد ايضا بقتلي و لكنه سمع باب غرفته يفتح و تدخل اخته منى نظر اليها غاضبا و قذفها باول شئ وجده ابتسمت منى وقالت انا اتيت من اجلك يا غسان لا تجعل غضبك يعميك فانا اخاف عليك رد عليها بعنف وقال اغربي عن وجهي لم يبقى الا انتي حتى تاتي مواسية لي

كتمت منى غضبها وقالت اني اخاف ان يقتلوك مثل ساره ضحك غسان وقال من اشباح جدي التي الان رضخت لسلطان ماجد و واصل ضحكته المختلقة ولكن منى ردت لا انا اقصد ابي يقتلك لكي يوهم الجميع بأن اشباح ماجد انتقمت منك

نظر غسان الى الارض وقال ربما يفعلها انه مهووس بالمال و لا اعني له الان شئيا بعد ان وافق ماجد ثم نظر الى منى وقال بتعالي اجلسي و اخبريني بما تتوقعين ان يفعل بي

ردت منى وقالت ربما مثل سارة تماما وكانت تحاول ان يخبرها شئيا و سقط غسان بفخها فعلا وقال سارة ضعيفة و لم تحتمل التعذيب ولكن انا قوي و استطيع ان اقاوم واهرب اذا لزم الامر ردت عليه منى ولكن ربما يفعلها غيره يستاجر بعض القتلة مثلا قال غسان وهو يفكر قتلة مأجورين ثم التفت الى منى وقال كنت افكر ان سارة ماتت على يد قتلة مأجورين ولكن ابي وقتها كان مفلس و لا يستطيع ان يدفع شئيا فانا عرفت ان الاعرج الاحمق كان يستطيع ان يسجن ابي متى شاء لن لدية بعض الاوراق التي تدين ابي بالكثير من المال وابي اثناء موت سارة كان معي وقتها فهو لم يقتلها ربما ماتت منتحرة

ردت منى وقالت سارة لم تنتحر فهي كانت تحلم بالزواج من معاذ و لا يمكن ان تقتل نفسها بل سوف تقاوم حتى يتحقق حلمها تافف غسان وقال سارة ماتت و لا تهمنا الان الاهم ان لا اموت انا قالت منى اذا عرفنا من قتل سارة سوف نعرف من يحاول قتلك وبذلك نحترص منه

وقف غسان وقال سحقا لهذا اليوم الذي اقف امام منى و تنصحني فيها ياعجب الزمن خرجت منى فورا حتى يهداء اخيها و قد اكتفت بما عرفته اليوم

نزلت منى الى الاسفل فوجدت ابيها و ماجد يتحدثان و عندما اقتربت صمت الاب و نظر شذرا اليها وقال تعالي يا منى اذا قابلتي ماجد من اليوم وصاعدا لا تقولين لاخيك ماجد قولي الشيخ ماجد واذا خرجتي من عنده دعي وجهك امام وامشي للخلف افهمتي من مثل الشيخ ماجد لا تدار له الظهور

اجابت منى بهزة برئية مصنعة براسها علامة الايجاب

7
7
يتبع الجزء السادس و الاخير

رواية غرباء الاطوار

الجزء الاخير



تغير طبع الاب تماما هذا الاسبوع و يرجع الفضل الى موافقة ماجد فاصبح يستيقظ مبكرا و كثير الضحك والمرح

حتى ان منى تجرات وسالته يا ابي هل يجب على ماجد ان يقراء كتب جدي فجاوبها مبتسما الاهم ان يراها الناس لدية و هو لا يتوجب علية شئيا لكي يصبح جالب الحظوظ و طارد الاشباح فقد ورثها من جدك بمجرد موافقته

اريد بعض المال لاشتري بعض الالعاب يا ابي نقلت منى الحديث بهذه العبارة و رسمت ابتسامة بريئة على محياها اخرج ابيها فورا بعض المال و قذف به عليها وقال خذي فسوف ينزل علينا الثراء ولن نجد مصرف للاموال ولكن اليوم الاربعاء يا منى انتظري الى الغد لن عمك الاعرج سوف يكون هنا و سوف يبيعك باقل الاسعار اصرت منى ان تذهب الان الى السوق فقال لها افعلي ما شيئتي

لم تذهب منى الى محلات الالعاب بل توجهت الى مركز لبيع الطلاء واشترت طلاء بني اللون وعادت من فورها الى المنزل وقامت بطلاء الشجرة الكبيرة المطلة على الشرفة

و في الليل عندما نام الجميع خرجت منى من غرفتها الى غرفة اخيها ماجد و قرعت الباب عليه ففتح لها واثر النوم بادية عليه ولكنها لم تكترث وقالت افق جيدا يا ماجد و اريد منك ان تفعل ما اقول لك في الغد فانا خايفة ان يكون قد نجح ابي سعد في دعايته عنك هناك بحينا القديم ثم تضطر الى ان تعمل بشكل حقيقي و تسقط بالمحظور

قال لها ماجد و قد زال كل مايتعلق بالنوم من عقله ما هو المطلوب مني الان قالت ان تجيد التمثيل فقط فمن غد اريدك ان تدعي الاغماء كل لحظه و تقول ان العفاريت يتصلون بي و اذا اجتمع الجميع غدا للغداء قل لهم انك كنت تكذب مايفعله جدك و متاكد انه مخادع ولكن لا تعرف مايصيبك الان فانت ترى جدك بالمنام يقول لك اني مخادع ولكنك يا ماجد صادق فانتقم من الذين سرقوني و سرقوكم اجعل اشباحك تقلق منامهم و تفسد اعمالهم و ترعب ابناءهم

و تركت منى اخوها ماجد ينام بعد ان حفظ ما سوف يقوم به غدا

و على الغداء حضر صديق العايلة ابا سعد الاعرج و عندما هب ماجد بالنزول الى الاسفل وجد اخته منى واخبرها انه وجد عصا جده بجانب السرير فقد تغير الامر و لم يعد يجد ما يخص ساره فقط بل تحول الى جده هذه المرة

هزت منى راسها وكنها لم تسمع واردفت قايله لا تنسى ما قلت لك ان تفعلة و اذا اشرت لك باي كلمها رددها وكنها تملاء عليك هز ماجد راسة استجابة

و بعد تناول الغداء افتعل ماجد اغماءه ولكنهم افاقوه منها فاخبرهم انه لم يكن يصدق جده ولكن جده اخبره في الاغماء انه كان مخادع ولكن انت يا ماجد سوف تكون صادق فانتقم من الذين سرقوني و سرقوكم اجعل اشباحك تقلق منامهم و تفسد اعمالهم و ترعب ابناءهم

نظر الجميع مدهوشا الى ماجد الذي اتقن التمثيل و اصبح يتارجح في مشيته وهو ذاهب الى الاغتسال وهناك وجد منى قد سبقته بحجة انها سوف تساعد الشيخ ماجد في ان يغتسل و يعود اليهم و قالت اسمع يا ماجد اعد هذا المشهد بعد قليل و لكن عندما تنتهي منه كرر بعض الكلمات مثل حامد حامد وبعدها قل لعنة الطلاء البني واجعلها كلمات مكرره مبهمة


واثناء تناول الشاي قام ماجد بعمل اعادة للمشهد السابق مع ترديد العبارات الاخيرة و عندما فعلها نظر الاب الى ابا سعد وقال لماذا يردد اسمك ففزع ابا سعد الاعرج و قال سوف اذهب الان ولكن الاب اصر على ان يعرف لماذا اسمه هو فقال ماجد بعد ان ادعى ان الاغماءة انتهت لم اعلم ان اسمك الاول حامد الا الان فانت مشهور بابي سعد الاعرج قال الاب و من اين اتيت باسم حامد الذي تردده فاجاب ماجد اني لا اعلم ما اقول انهم الذين يملون علي ما اقول


حاول الاعرج التملص ولكن منى قالت ماهذا الطلاء الذي على حذاءك يا ابا سعد وبهت الجميع عندما وجدوء طلاء بني وقالت يبدوء ان اللعنة ستحل عليك فاسمك حامد و الطلاء البني على ملابسك نظر الاب حذرا الى حامد وقال له لن تخرج من هنا حيا حتى اعرف السر

اتت منى بجانب ماجد وقالت الثالثة ثابته اغماءة وهذيان اخير يا ماجد ومباشرة سقط ماجد على الارض وهو يرتجف و يهذي وكان الامر طاب له و عندما شاهد الاعرج الامر حاول الهروب ولكن ابا ماجد مسك به واتى غسان وساعده

اخذ الاب يطلب من ماجد ان يفسر له الامر ولكن ماجد مسك بيد اخته منى وقال انها وسيطيه بيني و بينكم سوف اخبرها بكل شئ وهي تخبركم وكان حيلته ناجحه فهو لا يعرف شئيا و منى هي التي رتبت كل شئ

مسك بيد منى واخذ يتمتم بعبارات مبهمة ثم توقف و نظرت منى الى الجميع وقالت انه يقول ان الاعرج هو سبب كل بلاء و اذا لم يصلح ما اعطبه او يفسرة سوف تكون الاشباح هي ضله ثم اكملت بصوت هادئ

لقد كان الاعرج صديق الجد وهو من اوحى له بالمهنة وهو من كان بأتي بالزباين له و من يجمع الاموال منهم وكان يصرف على بيتنا منها ولكن الباقي ياخذه لديه بحجة انه سوف يشتغل بالتجارة به ولكن بعد وفاة جدنا اخذه لنفسه و وقع ابينا على اوراق بكل ما يقرضه من اموال و كان يأمل ان يوافق احد من العايلة على العمل بنفسه المهنة التي كان فيها جدهم حتى يكسب مجددا لن تجارتهم ضعفت ولم يعد يملك ثرواته السابقة

حاولوا مع ابي ان يجعلاني الوريث ولكن بعد رفضي ذهبا الى اختي ساره وحاولا ولكن ابي تعب وضن انه يجب ان ينتظر حتى يكبر غسان ولكن ابا سعد تجارته لم تعد مربحة و كان يريد ان يتم الامر بسرعة حتى يدير امورهم و يكتسب منهم مثل مافعل مع جدهم واحرق بيتنا مرتين حتى يوهمنا ويوهم الجميع بغضب الاشباح لعدم احياء علم جدي وقتل سارة ايضا وحاول ان يوهمني بوجود اشياء في غرفتي يقوم هو بوضعها بعض الليالي واخرها البارحة وضع عصا جدي حتى يبين ان جدي راضي عني لاحياء علمه

اخذ الاعرج بالصراخ وهو يقول لم اقتل سارة بل حاولت اخافتها و انا متنكر فأغمي عليها وهي بالمغطس و ماتت غرقا ولم اقصد قتلها

ثم طلبت منه منى وهي توهمهم بانها تتكلم كوسيطه بينهم وبين ماجد وقالت يجب عليك الان ان تذهب و تتنازل عن جميع املاكنا التي كانت لديك من جدي و ترجعها لي و تاتي و تطلب سماحي والا سوف تتمنى الموت ولا تجده

اخذ الاعرج بالانتفاض وهو يقول سوف افعل ماتطلبه يا شيخ ماجد وفعلا خلال ساعة عاد و معه مايثبت انه اعاد كل شئ استولى علية

وبعد ذلك اخذ ماجد و منى بالضحك واخبروا الجميع بخطتهم و كيف شكت منى باالاعرج عندما ذهبت للسوق و سمعت التجار ينادونه باسم حامد لنهم لا يعرفون كنيته في حينا القديم و قارنت بين مذكرات الجد التي يذكر فيها اسم حامد وبعدها شكت ان يكون هو نفسه من يحاول ان يتسلق شجرة بيتهم بصعوبة للعطب الذي في قدمه وعرجته الشهيرة واكدتها عندما وضعت الدهان فكشفت امره

عندما سمع الاب كل هذا اقتنع بكل شئ وتاب من ان يحرض على الخداع و قال سوف نشتغل بالتجارة من راس المال الذي ارجعناه من اللص الاعرج و لكن قبل ذلك لن اتركه بدون ان انتقم من مافعله بساره

وعندما التفت الجميع الى ابي سعد الاعرج وجدوه ينازع الموت فقد اصابته نوبة قلبية من جراء سماع هذه الحقائق وانه اضاع كل شئ مره واحده وسقط الاعرج ميتا وانتهت معه حكاية غرباء الاطوار



انتهت مع الشكر لكاتب القصة