المواضيع الأخيرة
» عريش وديكورات تصاميم و صور مشبات وتراث بافضل العروض واحدث المساتمن طرف عمل مشب الثلاثاء فبراير 05, 2019 11:13 am
» تجهيز اجنحة معارض - ستاندات سهلة الفك والتركيب
من طرف mohamed berry الأربعاء يناير 30, 2019 10:37 am
» أفضل الطرق لتنسيق ملابس الشتاء للمحجبات
من طرف Ashraf الإثنين نوفمبر 26, 2018 9:37 am
» تعلن شركة ناب للدعاية والاعلان عن توفير ستاندات المعارض والمؤتمرات
من طرف mohamed berry الأربعاء أكتوبر 31, 2018 12:24 pm
» رول اب ستاند roll up stand
من طرف mohamed berry السبت أكتوبر 13, 2018 10:07 am
» ستاندات معارض ومؤتمرات
من طرف mohamed berry الإثنين يوليو 30, 2018 9:59 am
» فيلم الدراما Mary Magdalene 2018 مترجم
من طرف ندى صبرى الخميس يونيو 28, 2018 8:08 pm
» اهمية اتنظيف الخزان للحفاظ على صحة اطفالنا
من طرف nour mousa الجمعة مايو 18, 2018 8:40 am
» خطوات ونصائح لتنظيف منزلك بالكامل سريعا
من طرف nour mousa الجمعة مايو 18, 2018 8:39 am
» الفوائد الصحية للتنظيف بالبخار
من طرف nour mousa الجمعة مايو 18, 2018 8:37 am
دخول
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
tatamoun | ||||
روعة الحياة | ||||
همسة مشاعر | ||||
*perle blanche* | ||||
ƒŎŨảḊ.Ḿ | ||||
أميرة بكلمتي | ||||
همس الرقراق | ||||
انتصار | ||||
wassan | ||||
الزهور الملكية |
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1338 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Mero Mohamed فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 27286 مساهمة في هذا المنتدى في 4447 موضوع
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
أفضل الأعضاء الموسومين
لا يوجد مستخدم |
المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 فاتحي مواضيع
روعة الحياة | ||||
tatamoun | ||||
همسة مشاعر | ||||
أميرة بكلمتي | ||||
دورات | ||||
ƒŎŨảḊ.Ḿ | ||||
*perle blanche* | ||||
wassan | ||||
همس الرقراق | ||||
ربيع سوفت |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
حليل نص شعري يمثل "الرومانسية " في الشعر العربي الحديث تحت عنوان "النهر المتجمد " لميخائيل نعيمة من انجاز: اعزاب الحسين
+5
Admin
Kamal
أميرة بكلمتي
wassan
نادين
9 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حليل نص شعري يمثل "الرومانسية " في الشعر العربي الحديث تحت عنوان "النهر المتجمد " لميخائيل نعيمة من انجاز: اعزاب الحسين
ان
التلقي البصري للنص ، موضوع القراءة والتحليل ، يظهر اننا بازاء نص شعري
جديد في شكله الهندسي حيث خالف فيه الشاعر طريقة النظم المعهودة في الشعر
التقليدي القائم علي نظام الشطرين المتوازيين ( صدر - عجز ) ، ويتبدي ذلك
من خلال استبدال الشطر بالسطر ، وتنوع القوافي والروي واعتماد نظام المقاطع
.. وجميع هذه المظاهر الشكلية تسمح بالقول اننا في مواجهة قصيدة حديثة في
بنائها وشكلها المعماري ولا شك في انها كذلك في مضامينها العامة ، وهي
قصيدة تمثل الشعر الوجداني الذي تلا تجربة شعر احياء النموذج الذي اهتم
بالتقليد واغفل الذات والوجدان . وقد تجسد الشعر الوجداني في ثلات حركات
شعرية جديدة وهي حركة الديوان (1920) وحركة ابلو
(1932) وجماعة الرابطة القلمية (1922) والى هذه الجماعة الاخيرة
ينتمي شاعرنا ميخائيل نعيمة (1889-1988) الذي اسس مع جبران خليل جبران
الرابطة القلمية التي كان من اهدافها تجديد الادب و تخليصه من اثار التقليد
وجعله لصيقا بالحياة والانسان ومعبرا عن نسمة الوجود في اسئلته الجديدة .
درس م نعيمة الادب الروسي والانجليزي والعربي ، واطلع على الثرات الانساني .
وكتب في مختلف الاجناس الادبية ، في القصة والرواية والشعر والنقد والسيرة
الذاتية والغيرية ، تجاوزت كتبه عشرين مؤلفا ، نذكر منها مرداد ،
مذكراتالارقش ، سبعون ، النور والديجور ... وديوان شعر بعنوان
"همس الجفون " ، ومن هذا الديوان المطبوع بدار صابر الطبعة السادسة ، سنة
1968 ، الصفحة العاشرة ، اخذ هذا النص القرائي تحت عنوان "النهر المتجمد
" المكون من كلمتين معرفتين ب "ال" ، النهر المحيل على الطبيعة
والحياة ، المستعار للتعبير عن الذات والوجدان الدال على صفة" النهر"
، المفيد لمعنى التوقف عن التدفق والجريان ايذانا بالموت المرتقب الواقف
على عتبة الجسد والنص .. هكذا نجد دلالة خطاب العنوان، تنبني على ثنائية
ضدية ، ثنائية الموت التي تحيل عليها لفظة المتجمد والحياة الذي
تحيل عليها لفظة النهر . كما تنبني على ثنائية الزمن ، الماضي
الحيوي المشرق والحاضر الميت المتردي . فالى اي حد تنسجم دلالة
العنوان مع مضمون النص ؟ والى اي مدي تمكن الشاعر من تمثيل خصائص
الرومانسية وسماتها في النص ؟ وما تجليات شعر سؤال الذات في رؤية النص
الجمالية والمضموبية؟
ان مواجهة النص بالقراءة
والتحليل ، تفضي الى انه نص مؤسس دلاليا على موضوع جديد هو التامل في
الحياة والذات والمقارنة بين امس النهر والشاعر وحاضرهما . وعن هذا الموضوع
العام ، تفرع النص الى ثلاتة مقاطع شعرية محددة بعلامة طباعية (****)
فاصلة بين مقطع واخر ، نرصد دلالة كل مقطع على شكل مناوين مركزة ..
المقطع
الاول (من1 الى 10) يرصد الشاعر في هذا المقطع التحولات السلبية الطارئة
على الطبيعة التي يمثلها النهر
المقطع الثاني ( من 10 الى 14 )
الشاعر يستدرك كلامه بان الطبيعة ستعود الى سابق عهدها الجميل بقدوم فصل
الربيع
المقطع الثالت (من 15 الى 20) الشاعر يعبر عن نزعته التشاؤمية
في الحياة
يتبدى جليا من خلال رصد مضامين النص العامة عبر عناوينها
العريضة المعروضة سابقا ، ان الشاعر م نعيمة بنزعتة الرومانسية يستعير
الطبيعة (النهر ) ليشخص التحولات السلبية الطارئة على حياته زمن انتاج النص
.
في الخطوة الاولى من النص يكشف الشاعر عن مظاهر التحولات السلبية
التي مست حياة الطبيعة الممثلة بالنهر ، فبعد ان كان بالامس القريب غضا
نضرا ،وافر المياه المتدفقة والمترنمة بين الحقول والزهور ، مشاركا الشاعر
الامه واوجاعه .. ها هو اليوم ناضب الماء ، متوقف الخرير ، هرما عاجزا ،
خائر العزم والارادة ...
ثم ينتقل الشاعر في المرحلة الثانية الى
استدراك كلامه بان الحياة والجمال سيعودان للطبيعة من جديد بحلول فصل
الربيع الذي يفك جسدها من القيد والصقيع ، ويجعلها حرة، جارية نحو البحار ،
زاخرة باسرار الليل وانوار النهار
وينهي الشاعر خطابه الشعري بالعزف
على وتر التشائم والنظرة السوداوية الى الحياة من خلال مخاطبة النهر مخبرا
اياه انه كان بالامس مثله ضاحكا ، طليقا ، متفائلا ، مليئا بالحياة والعزم
ولكنه اليوم تجمد كل شيئ في حياته ، واسود العالم في نظره، واصبح لا يبالي
باي شيئ ، صباحه كمسائه ونعيمه كشقائه
هكذا نرى ان موضوع القصيدة
القرائية ليس من موضوعات القديمة المشتركة بين سائر الشعراء كالفخر والمدح
والهجاء والغزل ... ولكنه من الموضوعات الجديدة الممتوحة من عالم الحياة
والطبيعة ، والشاعر لا يصف الاشياء الخارجية ، بل يستعيرها للتعبير عن سؤال
الذات ولغز الحياة وتبدل فصولهما . موضوع واحد ( النهر ) ومحاولة الشاعر
استنطاقه واسقاط ذاته عليه . ومن هنا الطابع التجديدي للنص من حيث الموضوع ،
والمنزع .
فاذا كانت القصيدة جديدة في شكلها وموضوعها ، فهل هي كذلك
في معجمها ؟ في هذا السياق ،نلاحظ ان الشاعر حاد عن الالفاظ الثراتية
الموسومة بالفخامة والجزالة الى الالفاظ العادية المستمدة من طبيعة الحياة
وقد غرفها الشاعر من عالم الطبيعة ( النهر ) والانسان (الذات) ،وتنجلي
دلالية المعجم عبر حقلين دلاليين هما الطبيعة / الذات
من الالفاظ
المدرجة في حقل الطبيعة ، نجد ( نهر- مياه - الخرير - الحدائق - الزهور -
الصفصاف - الورق - الريح - الربيع - البحار - الدجى - المروج... )
ومن
الفاظ حقل الذات ، نجد ( ابكي - وحدي - معي - لي ...) ونلاحظ سلطة معجم
الطبيعة على معجم الذات بحيت كاد النص ان يكون كله معجم الطبيعة . ويدل ذلك
على مركزية الطبيعة وتبعية الذات لها .فالطبيعة هي الام و الأصل
والرحم...والذات هي النسخة والفرع والصورة بالاضافة الى ان ذلك يعني أن
الشاعر استعار الطبيعة وما تعرفه من تحولات عبر الفصول الأربعة للكشف عن
تبادلاتها بين امسها المشرق و حاضرها المعتم...وسيعمد الشاعر الى التعبير
عن تحولات الذات وعبثية الحياة باستعمال
أساليب مجازية ايحائية،تصور
الواقع وتشخصه ..نرصد بعض هذه الأساليب التصويرية ،ونحللها...نكتفي بما يلي
:
- هرم النهر -خار عزمه -انثنى عن المسير - يتلو أحاديث الدهر -يسمع
أوجاع الشاعر -يبكي له....
ان متأمل هذه العبارات يرى أنها غير حقيقية
،وأنها خرجت عن الحقيقة الى المجاز ، ومن التصريح الى الايحاء ، وتتلخص في
كونها تقوم على التشخيص ، تشخيص الطبيعة باضفاء صفات وافعال انسانية عن
النهر .بجعله شخصا يهرم ، ويخار عزمه ، وينثني عن السير و يقرأ أحاديث
الدهر ،و يسمع توجعات الشاعر و يبكي له،الى غير ذلك من الأ فعال الاخرى
المشخصة للطبيعة ... فجاءت لغة النص ايحائية تشخيصية ، تتسم بالصفاء
والشفافية الشبيهية بكيان الشاعر التشفيف الصافي الذي لا يمارس لعبة التخفي
و التستر وراء الغموض و الالتباس ، وهي سمة من سمات اللغة الشعرية في
النصوص الرومانسية التي تغامر في اتجاه اعماق الذات و الوجود بلغة شفيفة
صادقة
وبانتقالنا
الى اساليب النص و صيغه التعبيرية،نلاحظ بوضوح سلطة الجمل الخبرية
الابتدائية الخالية من ادوات التوكيد ،بغرض فائدة المتلقى بالخبر ، مع قلة
الجمل الانشائية التي لا تتعدى النداء والاستفهام الواقعين في اربعة مواقع
من القصيدة (في س 1-2-7-15) من نص مكون من عشرين سطرا . وتفسير هذه الهيمنة
يكمن في ان الشاعر يسعى الى افادة المتلقى الخالي الذهن باخبار تخص الذات
والطبيعة وتنقل معاناتهما في الزمان والمكان .
وعلى المستوى الايقاعي
نلاحظ ان القصيدة جاءت خالية من ايقاع التصريع ، وايقاع القافية والروي ،
ولم يبق للشاعر غير ايقاع الوزن . وقد بنى قصيدته على وزن بحر " الكامل"
القائم على التفعيلات الاصلية الاتية :
متفاعلن متفاعلن
متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن
كما
يظهر من خلال التقطتع العروضي للسطر الاول والاخير من القصيدة :
س1 :
يا نهر هل / نضبت ميا / هك فانقطع/ ت عن الخرير
س20 : وتوازنت/ فيه
الحيا / ة : نعيمها / وشقاؤها
ونلاحظ اضافة تفعيلة رابعة على
ما كان اصله ثلات وهذه سمة تجديجية خالف فيها الشاعر البنية الايقاعية
للقصيدة العمودية . ويتجسد الايقاع الداخلي للنص في تكرار صوت (الالف) عدة
مرات في كل سطر ، وتكرار الكلمة الواحدة ( تبكي) 3مرات في السطر 6 ، وكذا
في ظاهرة التوازي التركيبي الجزئي :
هل نضبت مياهك فانقطعت عن الخرير ؟
ام قد هرمت وخار عزمك عن المسير ؟
بيد ان الايقاع الداخلي للنص
يتبدى اساسا في اكثار الشاعر من الصيغ الصرفية المتوازنة المولدة للايقاع
والجرس الموسيقي ، من ذالك
خرير / مسير - زهور / ظهور - جليد / شديد -
جمال / شمال - ربيع / صقيع - بحار / انهار - مروج / تموج - ملل / امل -
مساؤها / شقاؤها
وقد جاءت هذه المتوازنات الصوتية لتغني القصيدة
بالايقاع الداخلي وتعوض ايقاع القافية و الروي والتصريع
وهكذا نخلص في نهاية التحليل الى ان النص المدروس نمط شعري جديد ،مخالف في
كثير من جوانبه الشكلية والمضمونية للشعر احياء النمودج ،من حيث الشكل انبنى على اسطر متساوية عدد التفعيلات
(4) ، وعلى تنوع التوافي والروي وغياب التصريع ، وعلى نظام المقاطع بدل
الوحدات . ومن حيث المضمون قام النص على وحدة
الموضوع وعضوية الاسطر وانبنائها على علاقات التضمين التي تجعل السطر
مرتبطا بالسطر الذي يليه، معبرا عن تيمة الذات والطبيعة في تداخل وانصهار
وما يعتريهما من الام الحياة ، فجاء النص وفيا لخصائص الرومانسية التي بشرت
بها التيارات الذاتية التي جاءت بعد شعر الاحياء لتكون قنطرة عبور من
التقليدية الى الحداثة ، ومن الاقتداء بالسلف الى التجديد . وقد نجح الشاعر
م نعيمة في الانتقال بالشعر العربي من مرحلة التقليد والمحاكاة الى مرحلة
التحديث والتجديد الذي دافع عنه الشاعر على مستوى الابداع والنقد . وكانت
قصيدته النهر المتجمد خير نموذج لهذا النمط الشعري الجديد في شكله
ومحتواه ، وسيكون بداية مشجعة للانطلاق نحو الحداثة الشعرية واشكلاتها
الجمالية والرؤيوية المعقدة .
التلقي البصري للنص ، موضوع القراءة والتحليل ، يظهر اننا بازاء نص شعري
جديد في شكله الهندسي حيث خالف فيه الشاعر طريقة النظم المعهودة في الشعر
التقليدي القائم علي نظام الشطرين المتوازيين ( صدر - عجز ) ، ويتبدي ذلك
من خلال استبدال الشطر بالسطر ، وتنوع القوافي والروي واعتماد نظام المقاطع
.. وجميع هذه المظاهر الشكلية تسمح بالقول اننا في مواجهة قصيدة حديثة في
بنائها وشكلها المعماري ولا شك في انها كذلك في مضامينها العامة ، وهي
قصيدة تمثل الشعر الوجداني الذي تلا تجربة شعر احياء النموذج الذي اهتم
بالتقليد واغفل الذات والوجدان . وقد تجسد الشعر الوجداني في ثلات حركات
شعرية جديدة وهي حركة الديوان (1920) وحركة ابلو
(1932) وجماعة الرابطة القلمية (1922) والى هذه الجماعة الاخيرة
ينتمي شاعرنا ميخائيل نعيمة (1889-1988) الذي اسس مع جبران خليل جبران
الرابطة القلمية التي كان من اهدافها تجديد الادب و تخليصه من اثار التقليد
وجعله لصيقا بالحياة والانسان ومعبرا عن نسمة الوجود في اسئلته الجديدة .
درس م نعيمة الادب الروسي والانجليزي والعربي ، واطلع على الثرات الانساني .
وكتب في مختلف الاجناس الادبية ، في القصة والرواية والشعر والنقد والسيرة
الذاتية والغيرية ، تجاوزت كتبه عشرين مؤلفا ، نذكر منها مرداد ،
مذكراتالارقش ، سبعون ، النور والديجور ... وديوان شعر بعنوان
"همس الجفون " ، ومن هذا الديوان المطبوع بدار صابر الطبعة السادسة ، سنة
1968 ، الصفحة العاشرة ، اخذ هذا النص القرائي تحت عنوان "النهر المتجمد
" المكون من كلمتين معرفتين ب "ال" ، النهر المحيل على الطبيعة
والحياة ، المستعار للتعبير عن الذات والوجدان الدال على صفة" النهر"
، المفيد لمعنى التوقف عن التدفق والجريان ايذانا بالموت المرتقب الواقف
على عتبة الجسد والنص .. هكذا نجد دلالة خطاب العنوان، تنبني على ثنائية
ضدية ، ثنائية الموت التي تحيل عليها لفظة المتجمد والحياة الذي
تحيل عليها لفظة النهر . كما تنبني على ثنائية الزمن ، الماضي
الحيوي المشرق والحاضر الميت المتردي . فالى اي حد تنسجم دلالة
العنوان مع مضمون النص ؟ والى اي مدي تمكن الشاعر من تمثيل خصائص
الرومانسية وسماتها في النص ؟ وما تجليات شعر سؤال الذات في رؤية النص
الجمالية والمضموبية؟
ان مواجهة النص بالقراءة
والتحليل ، تفضي الى انه نص مؤسس دلاليا على موضوع جديد هو التامل في
الحياة والذات والمقارنة بين امس النهر والشاعر وحاضرهما . وعن هذا الموضوع
العام ، تفرع النص الى ثلاتة مقاطع شعرية محددة بعلامة طباعية (****)
فاصلة بين مقطع واخر ، نرصد دلالة كل مقطع على شكل مناوين مركزة ..
المقطع
الاول (من1 الى 10) يرصد الشاعر في هذا المقطع التحولات السلبية الطارئة
على الطبيعة التي يمثلها النهر
المقطع الثاني ( من 10 الى 14 )
الشاعر يستدرك كلامه بان الطبيعة ستعود الى سابق عهدها الجميل بقدوم فصل
الربيع
المقطع الثالت (من 15 الى 20) الشاعر يعبر عن نزعته التشاؤمية
في الحياة
يتبدى جليا من خلال رصد مضامين النص العامة عبر عناوينها
العريضة المعروضة سابقا ، ان الشاعر م نعيمة بنزعتة الرومانسية يستعير
الطبيعة (النهر ) ليشخص التحولات السلبية الطارئة على حياته زمن انتاج النص
.
في الخطوة الاولى من النص يكشف الشاعر عن مظاهر التحولات السلبية
التي مست حياة الطبيعة الممثلة بالنهر ، فبعد ان كان بالامس القريب غضا
نضرا ،وافر المياه المتدفقة والمترنمة بين الحقول والزهور ، مشاركا الشاعر
الامه واوجاعه .. ها هو اليوم ناضب الماء ، متوقف الخرير ، هرما عاجزا ،
خائر العزم والارادة ...
ثم ينتقل الشاعر في المرحلة الثانية الى
استدراك كلامه بان الحياة والجمال سيعودان للطبيعة من جديد بحلول فصل
الربيع الذي يفك جسدها من القيد والصقيع ، ويجعلها حرة، جارية نحو البحار ،
زاخرة باسرار الليل وانوار النهار
وينهي الشاعر خطابه الشعري بالعزف
على وتر التشائم والنظرة السوداوية الى الحياة من خلال مخاطبة النهر مخبرا
اياه انه كان بالامس مثله ضاحكا ، طليقا ، متفائلا ، مليئا بالحياة والعزم
ولكنه اليوم تجمد كل شيئ في حياته ، واسود العالم في نظره، واصبح لا يبالي
باي شيئ ، صباحه كمسائه ونعيمه كشقائه
هكذا نرى ان موضوع القصيدة
القرائية ليس من موضوعات القديمة المشتركة بين سائر الشعراء كالفخر والمدح
والهجاء والغزل ... ولكنه من الموضوعات الجديدة الممتوحة من عالم الحياة
والطبيعة ، والشاعر لا يصف الاشياء الخارجية ، بل يستعيرها للتعبير عن سؤال
الذات ولغز الحياة وتبدل فصولهما . موضوع واحد ( النهر ) ومحاولة الشاعر
استنطاقه واسقاط ذاته عليه . ومن هنا الطابع التجديدي للنص من حيث الموضوع ،
والمنزع .
فاذا كانت القصيدة جديدة في شكلها وموضوعها ، فهل هي كذلك
في معجمها ؟ في هذا السياق ،نلاحظ ان الشاعر حاد عن الالفاظ الثراتية
الموسومة بالفخامة والجزالة الى الالفاظ العادية المستمدة من طبيعة الحياة
وقد غرفها الشاعر من عالم الطبيعة ( النهر ) والانسان (الذات) ،وتنجلي
دلالية المعجم عبر حقلين دلاليين هما الطبيعة / الذات
من الالفاظ
المدرجة في حقل الطبيعة ، نجد ( نهر- مياه - الخرير - الحدائق - الزهور -
الصفصاف - الورق - الريح - الربيع - البحار - الدجى - المروج... )
ومن
الفاظ حقل الذات ، نجد ( ابكي - وحدي - معي - لي ...) ونلاحظ سلطة معجم
الطبيعة على معجم الذات بحيت كاد النص ان يكون كله معجم الطبيعة . ويدل ذلك
على مركزية الطبيعة وتبعية الذات لها .فالطبيعة هي الام و الأصل
والرحم...والذات هي النسخة والفرع والصورة بالاضافة الى ان ذلك يعني أن
الشاعر استعار الطبيعة وما تعرفه من تحولات عبر الفصول الأربعة للكشف عن
تبادلاتها بين امسها المشرق و حاضرها المعتم...وسيعمد الشاعر الى التعبير
عن تحولات الذات وعبثية الحياة باستعمال
أساليب مجازية ايحائية،تصور
الواقع وتشخصه ..نرصد بعض هذه الأساليب التصويرية ،ونحللها...نكتفي بما يلي
:
- هرم النهر -خار عزمه -انثنى عن المسير - يتلو أحاديث الدهر -يسمع
أوجاع الشاعر -يبكي له....
ان متأمل هذه العبارات يرى أنها غير حقيقية
،وأنها خرجت عن الحقيقة الى المجاز ، ومن التصريح الى الايحاء ، وتتلخص في
كونها تقوم على التشخيص ، تشخيص الطبيعة باضفاء صفات وافعال انسانية عن
النهر .بجعله شخصا يهرم ، ويخار عزمه ، وينثني عن السير و يقرأ أحاديث
الدهر ،و يسمع توجعات الشاعر و يبكي له،الى غير ذلك من الأ فعال الاخرى
المشخصة للطبيعة ... فجاءت لغة النص ايحائية تشخيصية ، تتسم بالصفاء
والشفافية الشبيهية بكيان الشاعر التشفيف الصافي الذي لا يمارس لعبة التخفي
و التستر وراء الغموض و الالتباس ، وهي سمة من سمات اللغة الشعرية في
النصوص الرومانسية التي تغامر في اتجاه اعماق الذات و الوجود بلغة شفيفة
صادقة
وبانتقالنا
الى اساليب النص و صيغه التعبيرية،نلاحظ بوضوح سلطة الجمل الخبرية
الابتدائية الخالية من ادوات التوكيد ،بغرض فائدة المتلقى بالخبر ، مع قلة
الجمل الانشائية التي لا تتعدى النداء والاستفهام الواقعين في اربعة مواقع
من القصيدة (في س 1-2-7-15) من نص مكون من عشرين سطرا . وتفسير هذه الهيمنة
يكمن في ان الشاعر يسعى الى افادة المتلقى الخالي الذهن باخبار تخص الذات
والطبيعة وتنقل معاناتهما في الزمان والمكان .
وعلى المستوى الايقاعي
نلاحظ ان القصيدة جاءت خالية من ايقاع التصريع ، وايقاع القافية والروي ،
ولم يبق للشاعر غير ايقاع الوزن . وقد بنى قصيدته على وزن بحر " الكامل"
القائم على التفعيلات الاصلية الاتية :
متفاعلن متفاعلن
متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن
كما
يظهر من خلال التقطتع العروضي للسطر الاول والاخير من القصيدة :
س1 :
يا نهر هل / نضبت ميا / هك فانقطع/ ت عن الخرير
س20 : وتوازنت/ فيه
الحيا / ة : نعيمها / وشقاؤها
ونلاحظ اضافة تفعيلة رابعة على
ما كان اصله ثلات وهذه سمة تجديجية خالف فيها الشاعر البنية الايقاعية
للقصيدة العمودية . ويتجسد الايقاع الداخلي للنص في تكرار صوت (الالف) عدة
مرات في كل سطر ، وتكرار الكلمة الواحدة ( تبكي) 3مرات في السطر 6 ، وكذا
في ظاهرة التوازي التركيبي الجزئي :
هل نضبت مياهك فانقطعت عن الخرير ؟
ام قد هرمت وخار عزمك عن المسير ؟
بيد ان الايقاع الداخلي للنص
يتبدى اساسا في اكثار الشاعر من الصيغ الصرفية المتوازنة المولدة للايقاع
والجرس الموسيقي ، من ذالك
خرير / مسير - زهور / ظهور - جليد / شديد -
جمال / شمال - ربيع / صقيع - بحار / انهار - مروج / تموج - ملل / امل -
مساؤها / شقاؤها
وقد جاءت هذه المتوازنات الصوتية لتغني القصيدة
بالايقاع الداخلي وتعوض ايقاع القافية و الروي والتصريع
وهكذا نخلص في نهاية التحليل الى ان النص المدروس نمط شعري جديد ،مخالف في
كثير من جوانبه الشكلية والمضمونية للشعر احياء النمودج ،من حيث الشكل انبنى على اسطر متساوية عدد التفعيلات
(4) ، وعلى تنوع التوافي والروي وغياب التصريع ، وعلى نظام المقاطع بدل
الوحدات . ومن حيث المضمون قام النص على وحدة
الموضوع وعضوية الاسطر وانبنائها على علاقات التضمين التي تجعل السطر
مرتبطا بالسطر الذي يليه، معبرا عن تيمة الذات والطبيعة في تداخل وانصهار
وما يعتريهما من الام الحياة ، فجاء النص وفيا لخصائص الرومانسية التي بشرت
بها التيارات الذاتية التي جاءت بعد شعر الاحياء لتكون قنطرة عبور من
التقليدية الى الحداثة ، ومن الاقتداء بالسلف الى التجديد . وقد نجح الشاعر
م نعيمة في الانتقال بالشعر العربي من مرحلة التقليد والمحاكاة الى مرحلة
التحديث والتجديد الذي دافع عنه الشاعر على مستوى الابداع والنقد . وكانت
قصيدته النهر المتجمد خير نموذج لهذا النمط الشعري الجديد في شكله
ومحتواه ، وسيكون بداية مشجعة للانطلاق نحو الحداثة الشعرية واشكلاتها
الجمالية والرؤيوية المعقدة .
نادين- مشرفة منتديات التربية والتعليم
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 742
النقاط : 800
تاريخ التسجيل : 12/03/2010
العمر : 32
رد: حليل نص شعري يمثل "الرومانسية " في الشعر العربي الحديث تحت عنوان "النهر المتجمد " لميخائيل نعيمة من انجاز: اعزاب الحسين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
wassan- مديرة التواصل الاداري
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 752
النقاط : 1126
تاريخ التسجيل : 21/02/2010
رد: حليل نص شعري يمثل "الرومانسية " في الشعر العربي الحديث تحت عنوان "النهر المتجمد " لميخائيل نعيمة من انجاز: اعزاب الحسين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نادين- مشرفة منتديات التربية والتعليم
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 742
النقاط : 800
تاريخ التسجيل : 12/03/2010
العمر : 32
رد: حليل نص شعري يمثل "الرومانسية " في الشعر العربي الحديث تحت عنوان "النهر المتجمد " لميخائيل نعيمة من انجاز: اعزاب الحسين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أميرة بكلمتي- https://i.servimg.com/u/f58/15/86/41/54/2210.png
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 1250
النقاط : 1950
تاريخ التسجيل : 16/02/2010
رد: حليل نص شعري يمثل "الرومانسية " في الشعر العربي الحديث تحت عنوان "النهر المتجمد " لميخائيل نعيمة من انجاز: اعزاب الحسين
[center]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
Kamal- رقراق فضــــــي
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 431
النقاط : 634
تاريخ التسجيل : 31/08/2010
رد: حليل نص شعري يمثل "الرومانسية " في الشعر العربي الحديث تحت عنوان "النهر المتجمد " لميخائيل نعيمة من انجاز: اعزاب الحسين
جزيت خيرا اختي نادين على هذه الافادات القيمة
ودمت ندى الرقراق
لك معزتي
رد: حليل نص شعري يمثل "الرومانسية " في الشعر العربي الحديث تحت عنوان "النهر المتجمد " لميخائيل نعيمة من انجاز: اعزاب الحسين
شكرا لروعة الموضوع
وسلمت يمينك اختي نادين
دمت متالقة
مودتي
وسلمت يمينك اختي نادين
دمت متالقة
مودتي
yasser- رقراق نشـــــــيط
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 565
النقاط : 780
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
نادين- مشرفة منتديات التربية والتعليم
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 742
النقاط : 800
تاريخ التسجيل : 12/03/2010
العمر : 32
رد: حليل نص شعري يمثل "الرومانسية " في الشعر العربي الحديث تحت عنوان "النهر المتجمد " لميخائيل نعيمة من انجاز: اعزاب الحسين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
روعة الحياة- https://i.servimg.com/u/f58/15/86/41/54/2210.png
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 2166
النقاط : 3243
تاريخ التسجيل : 16/02/2010
رد: حليل نص شعري يمثل "الرومانسية " في الشعر العربي الحديث تحت عنوان "النهر المتجمد " لميخائيل نعيمة من انجاز: اعزاب الحسين
رائعه حبيبتي
طرح وموضوع تميز وابداع
دمت متألقه عزيزتي
لك محبتي
طرح وموضوع تميز وابداع
دمت متألقه عزيزتي
لك محبتي
همسة مشاعر- أميـــــــــــــــرة الرقراق
- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 1809
النقاط : 3010
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
رد: حليل نص شعري يمثل "الرومانسية " في الشعر العربي الحديث تحت عنوان "النهر المتجمد " لميخائيل نعيمة من انجاز: اعزاب الحسين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
tatamoun
نبض الرقراق- الجنـــــــــس :
عدد المساهمات : 2942
النقاط : 5169
تاريخ التسجيل : 10/03/2010
مواضيع مماثلة
» « تحليل نص شعري | الشعر الرومانسي ، عبد المحسن طه بدر ( 2 ) . | إلى دودة ، ميخائيل نعيمة ( 2 ) . »
» إحياء النموذج في الشعر العربي الحديث
» إنتاج أول خلية "اصطناعية حية" انجاز علمي جديد
» الشعر الحديث
» بحور الشعر العربي
» إحياء النموذج في الشعر العربي الحديث
» إنتاج أول خلية "اصطناعية حية" انجاز علمي جديد
» الشعر الحديث
» بحور الشعر العربي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى