فعل القراءة: الحصيلة والأفق...

من طرف **ƒŎŨảḊ.Ḿ** الخميس مايو 20, 2010 1:46 pm

مدخل عام: كانت القراءة فيما قبل السنوات الثمانين، تكاد تكون أهم
مورد ثقافي إن لم تكن المورد الثقافي الوحيد إلا أن هذا الدور الذي كانت
تضطلع به القراءة انحصر وتضاءل في العقود الاخيرة بشكل ملحوظ.

هدفنا
في هذه المداخلة ثلاثة أهداف:

أولا:
رصد أهم مظاهر هذا الانحصار والتقلص.

ثانيا:
استجلاء أهم اسبابه ودواعيه.

ثالثا:اقتراح
مجموعة من الآليات من شأنها أن تفي بإعادة الكتاب الى وضعه الطلائعي.

i-تمظهرات انحصار القراءة:

1-بعد ان كان الطلاب والمثقفون والمفكرون ينتظرون بشغف
ظهور كتب التخصص او كتب المجال العام ويسارعون إلى اقتنائهاأيا كانت
كلفتها، أصبحنا نلاحظ عزوفا واضحا عن المكتبات أو السعي إليها قصد تصوير ما
استجد من الكتب بل اجزاءا منها...

2-انعكس هذا العزوف على الناشرين أنفسهم الذين أصبحوا
يتخوفون من التعاقد على نشر الكتب ،تحسبا لما يمكن أن يصيبهم من
الخسائر...

ii-أسباب التقلص ودواعيه:

يمكن
أن نعزي انحصار القراءة والعزوف عن اقتناء الكتاب لأسباب كثيرة، دعنا نذكر
منها مانراه أهمها:

1-الانفجار الاعلامي والعولمة متمثلا في انتشار
الانترنيت والقنوات الفضائية...

2-عدم مسايرة الكتاب للتطور الحاصل عند أجيال الالفية
الثالثة...

3-طرق التعليم في جميع مراحله،حيث اصبحنا أمام املاءات
وأمالي يلقيها الاستاذ على طلبته، بعد أن كان الاستاذ الحق، يكتفي خاصة في
المستوى الجامعي بتوجيه طلابه الى الكتب( وهو ما نراه مازال حاصلا في
المنظومة التعليمية الامريكية مثلا)..

بل
اصبحنا نرى كذلك أن الاستاذ الذي يريد ان يقوم بهذا التوجيه البيبليوغرافي
يحيل طلابه على مراجع تنفرهم من قراءتها، إما لقدمها أو لعدم ملاءمتها لما
يبتغونه...

3-الخلل الكامن في المنظومة التعليمية العربية
والمغربية على الخصوص، الذي يتمثل في كثرة المواد المقررة، وهذا بالطبع
يحول بين الطالب وبين الرجوع الى الكتب...

4- التقلص البين للقوة الشرائية لدى القارئ المغربي
بجميع شرائحه...

واخيرا
وليس بآخر انحباس مجموعة من المواد والحقول المعرفية التي اصبحت لا تساير
متطلبات سوق الشغل...فنلاحظ مثلا أننا في العالم العربي لا نجد مؤلفات
عربية في المواد المستجدة كالمحاسبة والتجارة والمالية والتسويق..

iii-كيف نعيد للقراءة دورها
الطلائعي؟

1-إعادة النظر في مقررات المدارس والجامعات، بحيث يصبح
التلميذ او الطالب مسؤولا عن عملية التثقيف اقتداءا بما نجده في الجامعات
الامريكية وبعض الجامعات الاروبية..

2-دعم الدولة والمجتمع المدني للناشرين وتحفيزهم
عليه...

3-مراقبة الدولة لاستعمال الانترنيت بما يضمن الكف عن
الدخول الى مواقع ضررها اكثر من نفعها...وإشراك الاباء وجمعياتهم في
العملية نفسها بحثهم على توجيه النشئ الى مايفيد وتركه لغيره...

4-اعادة النظر في الاصلاح التعليمي العمومي الحالي
الذي أدى الى تدهور واضح في جميع مراحل هذا التعليم ابتدائيا كان ام ثانويا
ام جامعيا...

5-حض المسؤولين في وزارة الثقافة نظرا لما يوحي به
اسمها على الاحتفاء المكثف بالمفكروالاديب وعدم الاقتصار على الفنان...

خاتمة:كل مايتمناه المثقف المغربي الغيور على موروثه
أن تاخذ الدولة والمجتمع المدني على عاتقهما مسؤولية ارجاع القراءة
الفردية والجماعية إلى ماكانت تتبوؤه من مكانة...

هذه
مجرد خطاطة عامة...نرجو من مهرجان القراءة الذي سينعقد بالرباط في اواخر
شهر دجنبر تحت اشراف الاستاذ والباحث محمد الدريج الاستفاضة
فيما أومأنا اليه...

*/*فؤاد.م*/*

من طرف **wassan** الخميس مايو 20, 2010 5:37 pm

بالفعل أخي فؤاد
فالعزوف عن القراءة والمطالعة أصبحت ظاهرة تطغى على الجميع

ووجب التفكير مليا وبجدية كبيرة في
إيجاد وتفعيل الحلول الكفيلة بإعادة الاقبال على الكتاب والذي يعتبر المورد
الرئيسي للثقافة

شكرا أخي فؤاد

تحياتي

من طرف **نادين** الخميس مايو 20, 2010 7:54 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اخــــي فؤاد
مشكور على الطرح الرااااائع والجميل
والله يجازيك كل الخير ان شاء الله

والله لا يحرمنا منك ولا من جديدك

والله يدوم نبض قلبك

دمت بود

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من طرف روعة الحياة الأحد يونيو 06, 2010 3:20 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من طرف Kamal الخميس سبتمبر 16, 2010 5:00 pm

بالفعل أخي فؤاد فالعزوف عن القراءة والمطالعة أصبحت ظاهرة تطغى على الجميع

ووجب التفكير مليا وبجدية كبيرة

في إيجاد وتفعيل الحلول الكفيلة

بإعادة الاقبال على الكتاب والذي يعتبر المورد

الرئيسي

للثقافة

شكرا أخي فؤاد

لك تحياتي وتقديري

من طرف yasser الخميس سبتمبر 16, 2010 6:02 pm

نعم من لم يتخذ القراءة صنواً له فهو كالعاجز عن الإدلاء برأى فى موقف ، وبالتالى يفقد مزية لا يمنحه سواها إلا القراءة ،

ومن غير ممارسة فعل القراءة قد يدعو المرء على نفسه لأنه فرط فى كل وقت قضاه عبثاً دون أن يستفيد بقراءة حتى

صفحة فى كتاب

أن تقرأ فأنت تمارس أجمل فعل ، وأروع وقع ، وأنت فى اللحظة والتو تهرب من واقع قد يؤلمك ، تفر سريعاً إلى ما لا

يؤلمك ، أفق رحيب وعالم لا تحده حدود ، فتصبح مثل فراشة تطير تحط وتعلو بكل بهاء ، وفى خيلاء تمارس محبة

وذهنك صافٍ ، فتعلو بقامة تطاول قامات من حولك جميعاً وإن كنت من أبسط الخلق ...

لكن وللاسف الشديد اصبح عزوفا واضحا لدى ناشئتنا كما قلت اخي فؤاد لذات الاسباب التي ذكرت في مقالتك

لك اعجابي بما نثرته هنا من تقييم هادف وقيم

دمت للرقراق اميرا ومبدعا

لك تحياتي وتقديري

من طرف **jihane** الأربعاء سبتمبر 22, 2010 3:42 pm

وضعت اليد على موطن الداء اخي فؤاد

فالملاحظ ان شباب اليوم

مشدود الى عالم اخر غير القراءة والكتابة

وللاسباب التي ذكرتها في مداخلاتك

لقلمك كل الاعجاب والتبجيل

دمت شاعرا واديبا

لك ودي وتقديري