اقتلوا العربية.......بقلمي.......راااااائعة .

من طرف سعيد الفلاق الخميس مايو 15, 2014 11:48 pm

كانت تتجول طيلة قرون مضت بحرية، تتجول في باحات الفكر،وتقطع شوارع الحروف والعبارات بدون تذكرة. توقفت ذات يوم لبرهة من الزمن فإذا بسيارة شرطة دولية تقف عند قدميها.

ـ اركبي معنا.

ـ إلى أين.

ـ ستعلمين فيما بعد.

ـ لا لن أركب.

ـ اصعدي أيتها المغفلة قبل أن أستهلك طراوتك، وأحتفل بجسدك المتموج في الأثير.

صعدت على مضض، وتُوجه بها مباشرة إلى سجن اللغات في منطقة المريخ قرب المشتري، ظلت هناك لسنوات تتعذب بوحدتها وتتأسف على حال عصرها، إلى أن جاء وقت المحاكمة.

سعيد الفلاق.

صاح القاضي: أدخلوا المجرمة؟

فُتح الباب فإذا بامرأة ليست ككل النساء. تأسر القلوب والعقول من أول نظرة. فمعجمها بكر لم تطأه قدم. وأرضها خصبة بدون مطر. وجهها حروف أصيلة ، وتسريحة شعرها شعرا تارة ونثرا تارة أخرى.

بعد هنيهة نادى القاضي بقسوة:

ـ ما اسمك؟

أجابت بفصاحة:

ـ عربية.

ـ الاسم الكامل.

ـ اللغة العربية من مواليد القرون الفلكية.

ـ من الذي سيدافع عنك في المحكمة.

ـ لا أحد سيدافع عني اليوم، تخلى عني أبنائي وباعوني بيعة ذليل بدراهم، وتركوا حروفي تقذف إلى مزبلة النسيان، فاحكم بما شئت فأنت اليوم الخصم والحكم.

أعطى القاضي الكلمة إلى المدعي العام.

ـ سيدي القاضي السادة المستشارين، إننا اليوم نحاكم إرهابية الدهر، إنها العربية التي لطخت العالم بحروفها وقتلت ملايين البشر بجرة قلم، واستعمرت شعوبا وكتبا. سيدي القاضي، باعتبارنا ممثلي الفرنكفونية والأنجلوساكسونية والاسرأمريكية ،فإننا ننادي بإنزال أقصى العقوبة المتمثلة في الإعدام.

ـ فصاحة الحشود:

ـ القتل، القتل.

تنهد القاضي قائلا:

ـ ماذا لديك لتضيفينه.

ـ حدقت العربية بوجوه الحاضرين وجها وجها، لكنها لم تجد أحدا من أبنائها. الكل ترك لباس لغته ولبس ثياب لغة أخرى فضفاض لا يناسب جسده. وتعجبت كيف لعب الزمان بها إلى أن شاخت وهي مازالت بكر، وكيف تساقطت أوراقها في عز فصل الربيع. نظرت إلى قسمات وجه القاضي وقالت:

ـ ليس لدي ما أضيف.

ونادى القاضي:

ـ أدخلوا ابن عربية:

ـ ماذا تقول في أمك؟

ـ أنا أتبرأ من أمي العربية. و أؤكد لكم أني طلقت حروفها. وتزوجت بحروف لغةأخرى.

فسفق الحشد على صراحة ابن العربية.

بعد لحظات صمت، قال القاضي:

ـ قررت المحكمة إعدام العربية.

فطرقت العربية رأسها وسلمت أمرها لخالقها.

أشرقت شمس ذلك اليوم، وأعد كل شيء؛ البروتوكولات الغربية، المشنقة، القبر، كل شيء حاضر في الوقت نفسه.

قدمت العربية مقيدة الحروف أمام المنصة، ووضعت المشقة في عنقها، وجر البساط من تحتها.

ساد صمت عميق، خال الجميع أن العربية انتهت. لكن سرعان ما صعقوا عندما تبين لهم أن الحبل انحل لوحده. فنادى الضابط حرسه والغيض يخنق جسده.

ـ ارميها بالرصاص.

ضغط على الزناد وبدت الرصاصات تتناثر. فاض جسد العربية . لكن ظلت شامخة وظهرت من بعيد كأنها جبل يهون عليه كل شيء.

حينها اصفر وجه اللغات الأخرى، وازداد كآبة، وتيقن الجَمع أنه يواجه لغة ليست ككل اللغات، إنها لغة القرآن، لغة البيان، وإن من البيان لسحرا.

خلت الساحة من الحشود فجأة، كأن الأرض ابتلعتهم، وخلا المكان لسيدة العرب، وهي تردد بصوت عال "ها أنا العربية اقتلوني إن استطعتم."

20:31

من طرف **Admin** الجمعة مايو 16, 2014 6:57 am

قصة محبوكة بشكل جيد وتثوي خلفها مضمونا ساحرا
اللهم الا من بعض الهنات التي سقطت فيها سهوا كمثل قولك سفق والاصل صفق وأيضا صاحة والاصل صاحت..ولا أظن من يمتلك هذه اللغة الجميلة يرتكبها قصدا
فالرقن يخضعنا لزلاته
أشكرك اخي العزيز سعيد الفلاق على هذا العبق القصصي الجميل
دامت لك نواصي الابداع
لك معزتي
*/*فؤاد*/*