الصورة الشعرية - الاستعارة

الصورة الشعرية – الاستعارة .تعتبر الاستعارة الأداة البلاغية الأكثر قدرة على التعبير عما يجول في خيال الشاعر والكاتب على حد سواء . وقد عرف ت س إليوت الشعر بكونه استعارة كبيرة .لنأخذ المثال التالي وهو لأبي ذؤيب الهذلي :وإذا المنية أنشبت أظفارها - - - ألفيت كل تميمة لا تنفع .أول ما نلاحظه هو التوتر الحاصل بين المنية ( الموت ) وبين الأظفار لأن المنية ليست لها أظافر .لنزيل التوتر نقول بأن الشاعر قد جعل للمنية أظافر إي استعارها لها من وحش كاسر ( الأسد مثلا ) .يعني هذا أنه شبه المنية بالوحش الكاسر الذي إذا أنشب أظافره في فريسته لن ينفك عنها حتى يقتلها .تكون المنية مشبها والوحش الكاسر مشبها به .لكن الشاعر ذكر المشبه ولم يذكر المشبه به واكتفى بذكر ما يدل عليه وهو الأظافر .نخلص مؤقتا إلى أن الاستعارة تشبيه يحذف منه المشبه به ويذكر ما يدل عليه فقط .لنأخذ المثال التالي :فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت - - - - وردا وعضت على العناب بالبرد أمطرت لؤلؤا = بكت فنزلت دموعها صافية تشبه اللؤلؤمن نرجس = من عيون تشبه النرجسسقت وردا = نزلت دموعها على خديها اللذين يشبهان الوردعضت على العناب بالبرد = عضت بأسنان بيضاء ناصعة تشبع البرد على أطراف أصابعها الملطخة بالحناء والتي تشبه العناب ( نبات يثمر حبيبات حمراء ) .هنا نجد الشاعر قد شبه الدمع الصافي باللؤلؤ والعيون الكبيرة بالنرجس والأصابع المخضبة بالحناء بالعناب والأسنان البيضاء بالبرد .لكنه لم يذكر المشبه واكتفى بذكر المشبه به فقط .تقدير الكلام :فأنزلت دمعا صافيا يشبه اللؤلؤ على خدود تشبه الورد وعضت على أصابع تشبه العناب بأسنان تشبه البرد .نخلص إلى أن الاستعارة كما تنتج عن حذف المشبه به تنتج أيضا عن حذف المشبه .الاستعارة إذن تشبيه حذف أحد طرفيه .قد يحذف المشبه به كما في المثال الأول فتكون الاستعارة مكنية .الاستعارة المكنية تشبيه حذف منه المشبه وأبقي على لازم من لوازمه للدلالة عليه ( المثال الأول ) .وقد يحذف المشبه ويصرح بالمشبه به .الاستعارة التصريحية تشبيه صرح فيه بالمشبه به ( المثال الثاني )أمثلة أخرى :- أحييت أنفاس القريض بمنطقي - - - وصرعت فرسان العجاج بلهذمي ( بسلاحي ) البارودي .شبه الشاعر نفسه بالطبيب دون أن يذكر لفظ الطبيب واكتفى بذكر ما يدل عليه وهو الفعل أحييت كما شبه القريض ( الشعر ) بالمريض دون أن يذكره واكتفى بذكر ما يدل عليه وهو الأنفاس .الاستعارة في كلتا الحالين مكنية لأن المشبه به لم يصرح به .- لك الله من برق تراءى فسلما - - - - وصافح رسما بالعذيب ومعلما ( ابن خفاجة ) .شبه الشاعر البرق بالأنسان الذي يسلم ويصافح فيكون تقدير الكلام كالتالي :لك الله من برق تراءى فسلم وصافح كالإنسان .شبه البرق بالإنسان دون أن يذكر الإنسان واكتفى بذكر ما يدل عليه وهو فعل التسليم والمصافحة .الاستعارة مكنية لأن المشبه به ( الإنسان لم يتم التصريح به ) - لا يطفئ اللهب المؤجج في دمي - - - - موج الأسى وعواصف الأرزاءشبه حدة الغضب في نفسه باللهب الحارق كما شبه حدة الأسى بالموج لكنه جعل المشبه مضافا والمشبه به مضافا إليه فيكون تقدير الكلام كالتالي :لا يطفئ الغضب الذي يشبه اللهب المؤجج في دمي الأسى الذي يشبه الموج والأرزاء التي تشبه العواصف 

منقول للأمانة